رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المنصورة مدينة يتجاوز عمرها الـ800 عام، حيث أكملت فى عام 2019 عيد ميلادها الثمانمائة. وقد ورد ذكر مدينة المنصورة فى العديد من المصادر التاريخية والجغرافية، بأنها استمدت كنيتها واسمها من الانتصارات التى وقعت على أرضها؛ وذلك منذ نشأتها الأولى كمدينة حربية لمواجهة الحملة الصليبية الخامسة، بعد سقوط دمياط فى أيدى الصليبيين، حيث رحل السلطان الكامل من معسكره فى العدلية فى أوائل فبراير 1218م إلى بلده أشمون الرمان، ليختار منطقة مثلثية الشكل قبالة طلخا وجوجر ويحيط به بحر أشموم وفرع دمياط، لتكون حصناً لمواجهة الغزاة، لتنشأ المنصورة عام 616 هـ- 1219م وكان يطلق عليها اسم «جزيرة الورد» لأنها كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبر حدائق ورد فى مصر، وسمى هذا الموقع بالمنصورة تيمناً بالنصر، إذ شهدت نصرها الأول فى منتصف المنطقة الواقعة بين المنصورة ودمياط، حيث دارت معركة كبرى مع الصليبيين، حتى سقط لويس التاسع فى الأسر، وقتل شقيقه، ليساق مكبلاً بالأغلال إلى مدينة المنصورة، ويسجن فى دار قاضى المدينة فخر الدين إبراهيم بن لقمان.

حديثاً؛ كانت سماء المنصورة شاهدة على واحدة من أكبر المعارك الجوية وأطول اشتباك جوى فى التاريخ فى 14 أكتوبر 1973 ضمن معارك حرب أكتوبر 1973، لتصبح ذكرى أغلى انتصار تحقق فى العصر الحديث، وعيداً للقوات الجوية المصرية.

ومع تدشين الجمهورية الجديدة كانت المنصورة الجديدة حاضرة أيضاً، لتمثل نصراً آخر وجديداً فى ثورة التعمير والعمران. لتجسد مدينة المنصورة الجديدة مفاهيم العمران الحديثة، ومدن الجيل الرابع، وأهداف التنمية المستدامة، وهى مجموعة الأهداف التى وضعتها الأمم المتحدة، والمعروفة أيضاً باسم «الأجندة العالمية للتنمية 2030»، وتتكون من 17 هدفاً تمثل فى مجموعها 169 غاية تنموية، ونحو 233 مؤشراً، تغطى مجموعة واسعة من قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية، على رأسها قضايا: الفقر، الجوع، والصحة، والتعليم، وتداعيات التغير المناخى. ويرتكز جوهرها على حق الأجيال المستقبلية فى الموارد الطبيعية.

مدينة «المنصورة الجديدة» تجسد وتحقق على وجه التحديد، الهدف الحادى عشر من أهداف التنمية المستدامة، والمعنون بـ«مدن ومجتمعات محلية مستدامة»، والذى يسعى إلى ضمان حصول الجميع على مساكن وخدمات أساسية ملائمة وآمنة وميسورة التكلفة، ورفع مستوى الأحياء الفقيرة، بحلول عام 2030، وجعل ما يقرب من 60% من سكان العالم يعيشون فى مناطق حضرية. لتكون المدن المستدامة، مدن مكتفية ذاتياً، نشطة اقتصادياً، ومتوافقة بيئياً.

مدينة «المنصورة الجديدة» فى هذا السياق أيضاً تحقق مبادئ الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، والاستراتيجية الوطنية المصرية لحقوق الإنسان فى محورها الثانى الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التى تشمل الحق فى السكن اللائق. وتحقيـق أهداف «استراتيجية التنميـة المسـتدامة: رؤيـة مصـر2030» التـى تسـعى إلى تحقيـق التنميـة الشـاملة مـن خلال بنـاء مجتمـع عـادل يتميـز بالمسـاواة والتوزيـع العـادل لفوائـد التنميـة، وتحقيـق أعلـى درجـات الاندماج المجتمعـى لكل الفئـات، وتعزيـز مبـادئ الحوكمـة. كما أنها تتوافق مع الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ وتحقق النمو الاقتصادى المستدام منخفض الانبعاثات، وواحدة من المدن المستدامة التى شكلت رؤية مصر فى إطلاق برنامج المدن المستدامة عالمياً بالتعاون مع البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة.

والدلالة الأبرز للعاصمة الإدارية، والمنصورة الجديدة، وغيرها من مدن الجيل الرابع والمدن المستدامة التى امتدت بامتداد مصر، تقول إن مبادئ وأهداف التنمية المستدامة لم تعد أهدافاً ومبادرات نظرية، بل هى واقع يتجسد بشكل يومى، يعزز ويؤكد الجهود التنموية الحقيقية للدولة المصرية، ويؤكد عودة مبادئ الجودة والأسس الحضارية مرة أخرى إلى واقعنا، بعدما ساد التشوه العمرانى فى كل ركن ومنحى. وقد كانت الخطوة الأولى فى القضاء على التشوه العمرانى منظومة «‏اشتراطات البناء الجديدة»، فى محاولة مهمة لضبط مسار الثروة العقارية المصرية وتصحيحه.

ودائماً وأبداً تظل مصر إن شاء الله منصورة بصدق النوايا، والعمل الجاد، واصطفاف شعبها الأبى خلف قيادته ومؤسساته الوطنية، لأن هذا الوطن يستحق ما هو أفضل، والشعب المصرى يستحق كل الخير، والدولة والقيادة لا تسعى إلا لغير هذا الخير.