رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

عندما استيقظت فى صبيحة يوم الأحد الماضى، وأثناء تصفحى الرسائل والاخبار سريعا قبل أن أغادر المنزل،  فوجعت برسائل عديدة تؤكد رحيل رجل فذ وهو احد رجالات مصر المخلصين، واثناء ذلك أصابنى حزن شديد، وأخذت افرك فى عينى غير مصدقة خبر وفاة اللواء ناجي شهود، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، رباه ماذا حدث! وهنا كانت دموعى دون مبالغة تسبق ما أقرأه. وعندما أخذت ابحث فى المواقع والمنصات الالكترونية وجدتها قد تحولت  الى سرادق  للعزاء، لنعى رجل علم الآلاف من تلاميذه معنى الوطنية الحقة، بل كان هو الوطنية ذاتها تمشى على الأرض، ولمَ لا وهو ابن أكبر وأجدر مؤسسة وطنية بمصر، بل قام بالتدريس فى أكبر أكاديمية لها وعمل بها مستشارا وشاء الله سبحانه وتعالى ان  اكون احدى تلميذاته، وشرفت بأن تعلمت على يديه اثناء دراستى فى دورة وطنية بأكاديمية ناصر العسكرية،  فقد كان ابا واستاذا ومعلما من طراز فريد بدرجة العالِم، فعلا بكسر اللام، وتجده يعامل الدارسين وكأنه اب لهم جميعا، بتواضع جم وبأخلاق الفرسان لا يبخل بأى نصيحة لأى دارس كبيرا كان أو صغيرا. وعندما تحتاج لأى نصيحة وتهاتفه يرد عليك وكأنه يعرفك من سنين، ويلبى لك ما تطلبه من نصيحة سواء فى مادته أو مادة أخرى، أو فى أي من مناحى الحياة، فكان قدوة رائعة فى الأخلاق والبساطة والوطنية، فلم تمنعه مكانته الكبيرة العالية وعلمه الوفير الواسع فى كل شىء من ان يتواصل مع الصغير والكبير، ومن كان يسعده حظه يحضر محاضراته، فعندما يقف امام  السبورة الذكيةSmart Board ويهم بالشرح رغم كبر سنه تجده تحول الى شاب لا يكل ولا يمل من الشرح، لكن شرحه كان فوق العادة، وأكاد أجزم أنا وجموع من حضروا له على مدى عشرات السنين، أن طريقته فريدة من نوعها، فقد حضرت محاضرات فى جامعات عدة فلم اجد مثل طريقته فى التدريس لمفهوم الوعى والوطنية، وكيفية الحفاظ على الوطن من مؤمرات عديدة تعرض لها، فجلسنا ننهل من علمه معنى الولاء والانتماء للوطن وينادى على تلاميذه أثناء شرحه بجملة يا ولاد مصر والتى يكررها دوما فيشعل الحماس ويوقظ الوطنية فى النفوس ويعتز بالانسان المصرى، لقد كانت أول محاضرة لنا عندما جلسنا أمامه كتلاميذ فعلا، فهو يتحدث بمنطق وفلسفة العالم فى مجلاته، وكنا نريد المزيد  ويعرض الاحداث بإيجاز لغزارة علمه وكثرة تجاربه ومعلوماته، وكنا نود أن لا يترك القاعة ويعطينا المزيد وهو متحدث قوى ومقنع بالحجة والمعلومة، وله توصيات ستظل عالقة بالأذهان وفى انتهاء محاضرته التى ألهب فيها حماسنا هتفنا تحيا مصر من أعماقنا، وطالبته بصوت المرأة المنزعجة لما آل اليه حال البعض من الشباب وبعض الرجال من تدهور هيئاتهم، وتقليد الغرب من ملبس وهيئة ومحاولتهم طمس هوية الرجولة التى تعودنا عليها بأن يتم جمع هؤلاء وأن يتعلموا على يديه معنى الرجولة المصرية والوطنية وانفعلت أمام حضور زملائى، وبكيت من انتشار هذه النماذج وما كتبه عنهم ولا مجيب، فقلت له إن كلماتك هذه افضل من مئات الصحف، فكلماته مؤثرة، فما كان منه عليه رحمة الله الا أنه شق الصفوف التى أحاطت بنا وقال لهم بحنان الأب اسمحو لى أن أحيي البنت دى وأتى بحنو الأبوة وصافحنى وأهدانى كتابا وربّت على كتفى، وبادرته قائلة بل أنا أحييك أستاذنا لقد انفعلت لدرجة أننى لو أملك أن احتضن كل جزء من تراب الوطن لفعلت وصفق الجميع، وحضرت له بعضا من محاضراته، لقد قالت لى ابنته الأستاذة الفاضلة ولاء ولها أخت واحدة فقط هي المهندسة آيات إن والدهما كان أحن خلق الله، يوجه ويحب الانضباط ويراعى فى حياته التخطيط وتوزيع المهام فى البيت علينا، فهو انسان غير عادى، وكان هو الحنان والحنية التى تمشى على الأرض. رحمه الله والذى كان يردد أن مصر لن تكون تحت رحمة أحد.. وشعبها لا ينكسر..