رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حث الخليفة عمر بن عبدالعزيز على إحصاء عدد المعوقين فى الدولة الإسلامية، ووضع الإمام أبوحنيفة تشريعاً يقضى بأن بيت مال المسلمين مسئول عن النفقة على المعوقين، أما الخليفة الوليد بن عبد الملك فقد بنى أول مستشفى للمجذومين عام 88 هـ، وأعطى كل مُقعَد خادماً وكل أعمى قائداً، كما أنشأ الخليفة المأمون مأوى للعميان والنساء العاجزات فى بغداد والمدن الكبيرة، وقام السلطان قلاوون ببناء بيمارستان لرعاية المعوقين، بل كتب كثير من علماء المسلمين عن المعاقين ما يدل على اهتمامهم بهم مثل: الرازى الذى صنف «درجات فقدان السمع» وشرح ابن سينا أسباب حدوث الصمم، بل إن من العلماء المسلمين من كان يعانى إعاقة ومع هذا لم يؤثر ذلك عليهم بل أصبحوا أعلاماً ينصرون هذا الدين بالقول والفعل.

كما دمج القرآن الكريم والسنة النبوية المُعاق فى المجتمع، فقد أعطى الإسلام لهؤلاء المعاقين حقوقهم، فقد ولى الرسول صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم على المدينة عندما خرج لإحدى غزواته، ومن حقوقهم عدم السخرية منهم، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم»، فالمجتمع هو من يُشعر أصحاب الإعاقة بأنهم فى ابتلاء من نظرته القاسية لهؤلاء، فكم من ذوى البلاء من حمل عاهته ورضى بواقعه إلا أنه لا يمكن أن ينسى نظرة احتقار من أحد الناس؟!.

كما أن الإسلام كانت له السابقة الأولى فى تكريم الإنسان وإعطائه حقوقه وليس كما يدعي الغرب، فقانون المعوقين الأمريكيين الذى أصدرته دولة أمريكا منذ أعوام بدأت أعداد متزايدة من المواطنين المعوّقين بسببه الحصول على وظائف، والعمل إلى جانب زملائهم القادرين جسدياً فى المكاتب والشركات فى جميع أنحاء البلاد، كما تغيرت معايير البناء فى الولايات المتحدة بحيث أصبحت تفرض بأن تكون جميع المبانى العامة الجديدة يمكن الوصول إليها من قبل الجميع، كما تم تأهيل المبانى الأقدم بتزويدها بممرات منحدرة ومزايا تصميمية أخرى لتسهيل إمكانية الوصول إليها بدءًا من التوظيف إلى توفير تسهيلات مادية للموظفين المعوقين، وأحد هذه التنقيحات كان قانوناً صادراً عام 2010 نص على أن: تكون تكنولوجيا الاتصالات القائمة على الإنترنت فى متناول الأشخاص المعوقين، كما صُمّمت هواتف الآيفون لتكون فى متناول الجميع. كما أدمجت شبكة كن عينيّ التكنولوجيا مع العمل التطوعي، فهى تمكّن الشخص الكفيف من الاتصال هاتفياً بمتطوع لطلب المساعدة، مثل قراءة تاريخ انتهاء صلاحية علبة الحليب، فهو عبارة عن برنامج تطبيقى لتحديد المواقع الجغرافية ويعطى تعليمات صوتية للسير فى الأماكن العامة والتكنولوجيا المتقدمة عالية المستوى كما حدث أيضًا تحول نوعى فى صناعة الأطراف الاصطناعية وغيرها من الأجهزة، فالأذرع الروبوتية وعجلات صعود المدرجات يمكنها أن تجعل الحياة أكثر سهولة بالنسبة للملايين.

اختم بمقولة إن هذه الأمة تنتصر وستنتصر بفضل هؤلاء أصحاب الهمم (ملائكة الله على الأرض)، وبمناسبة اليوم العالمى للإعاقة أوجه لهؤلاء رسالة شكر وتقدير وبأنهم ضربوا أروع الأمثلة للتحدى والإرادة والعزيمة، وأثبتوا للجميع أنهم ذوو قدرات خارقة وتركوا بصمة فى كل المجالات، وأثبتوا أن الإعاقة الحقيقية إعاقة فكر وليست جسداً، وشكرًا للدولة ممثلة فى رئيسها بأنه وعد بأن عام 2018 سيكون عام ذوى الاحتياجات الخاصة فأوفى بذلك، فقد أعطى الفرص لهؤلاء بأن يُبدعوا وأصبحت مصر الدولة الأولى التى وضعت هؤلاء فى مناصب قيادية مثل «إبراهيم الخولى» أول معيد من متلازمة داون بكلية الإعلام بالجامعة الكندية، ورحمة أول مذيعة متلازمة داون بقناة dmc ؛ وهناك نموذج رائع للدكتورة المليئة بالطاقة الإيجابية جهاد ابراهيم تلك المرأة التى تحدت ظروفاً وعوائق وعقبات وتنمراً من البعض إلى أن أصبحت ملهمة وتعطى طاقة تفاؤل وإيجابية للكثير وتحدت ليس فقط الإعاقة الجسدية، بل إعاقة المجتمع لها إلى أن وصلت لما كانت تريد وأكثر، فكان حلمها أن تصبح دكتورة جامعية وأصبحت دكتورة علم اجتماع، بل كانت نائبة برلمانية فى البرلمان السابق ٢٠١٥ ؛ وكانت تحلم بأن تصبح أماً وبالفعل تزوجت وأنجبت كارما والآن هى تعطى تنمية بشرية وطاقة إيجابية وأملاً للكثير؛ فهكذا تكون الإرادة التى تجعل المستحيل ممكناً.