رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

الذين فروا إلى الوطن فى ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، كانوا مؤمنين بأنهم فى الوقت ذاته يفرون إلى الله. ما أجملها من آية: «ففروا إلى الله» صدق الله العظيم. لحظة إزاحة الإخوان عن السلطة فاقت فى عنفوانها لحظة إزاحة مبارك.. فى ظهيرة يوم إسقاط محمد مرسى وإخوانه لم يتخلف أحد، الناس جميعا مأمورون بحماية الأوطان. جوهر الدين والشرائع السماوية والتراث الإنسانى المقاوم يحض على ذلك. عقيدة الجندى المصرى منذ القدم هى: الله- الوطن- بالأمر. انتصر الفارون إلى الوطن يوم ٣-٧، وتغيرت الأحوال. خضنا فى المعارك اليومية الكبرى.. شقت القناة الجديدة.. انطلقت قاطرة التعمير والبناء. شيدت المحاور والجسور.. اتسعت طرق.. انطلقت كتائب محاربة الإرهاب.. لكن فقط على محورى الجيش والشرطة.. بقيت محاور أخرى مهمة، منذ عصر السادات.. حينما بدأ الإرهاب يدمى قلب مصر.. فيغتال شيوخ الإسلام (الذهبى نموذجا) وتتفجر كنائس، ويلعب الإرهاب لعبته الطائفية فى المناطق الساخنة، أكد المتخصصون أن المواجهة ليست بالأمن فقط. فى عصر مبارك بدأت لعنة الإرهاب تطارد الكتاب والمفكرين (نجيب محفوظ وفرج فودة) وارتكبت المجازر فى مناطق سياحية فصرعت العشرات من السائحين. لم يبق فى الوطن مكان لجرح. أيادى جماعة الإخوان تماثل أيدى لاعبى السيرك فى الخفة والخداع، وتضارع فى سرعتها لاعبى «التلات ورقات».. ورغم ذلك كانت تغمسها بالدم فى الماء البارد. فلا هي تدين اغتيال الأبرياء ولا هى تؤيد قتلهم، رغم خروج الجماعات الإرهابية من معطفها. الجهاز السرى الذى أنشأه عبدالرحمن السندى مع تأسيس الجماعة لم يتوقف ولم يُحَل رغم أكاذيب حسن البنا.. صحيح أنه بعد اغتيال النقراشى باشا قال: «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين»، ولم تكن سوى محاولة خبيثة لغسل أيديهم من دماء رئيس وزراء مصر الأسبق. حل الجهاز السرى نظريًا.. فلم يتوقف منذ محاولات اغتيال الخازندار وعبدالناصر.. ومع هذا لم يعترفوا يومًا بجرائمهم. سياسة التبرؤ من القتل والإرهاب استمرت برغم اندلاع أحداث عنف جماعات أخرى كالتكفير والهجرة والتبليغ والدعوة وممارساتهم المتطرفة محفورة فى الذاكرة (ضرب الطلاب بالجنازير فى أسيوط.. تخويف غير المحجبات.. حرق محال ذهب المسيحيين الخ.. لم تكن هذه الجرائم تلقى إدانة منهم كما لم يعلنوا تأييدهم لها. فقط بعد سقوط حكمهم لم يتورعوا عن الاعلان عن جرائمهم. صيحات الاعتراف والتهليل والتكبير لم تبدأ إلا بعد سقوط الإخوان، بعد عام فاقت تجاوزاتهم   فيه الخيال. استخدموا ذلك «كارت إرهاب» لتأكيد إصرارهم على استعادة عرشهم الساقط. ولأول مرة تهدد منصاتهم فى رابعة بإشعال الحرائق، فيما أذرعهم الاعلامية تدعو الوشاة لتزويدهم بعناوين إقامة الضباط «والباقى عليهم»!

- هى إذن حرب وجود، والكل يثق أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفى.. وباليقين هناك أدوار مؤثرة لوزارات التربية والتعليم والثقافة والإعلام والشباب والرياضة والأوقاف. هنا مربط الفرس.. صدق أو لا تصدق أنه حتى اليوم ورغم مرور نصف قرن تقريبا على موجات العنف التى تمارس ضد هذا الوطن، ورغم كل الكتابات والافكار والندوات التى تحض على المواجهة الشاملة،لا تجد فى مصر سوى الحلول الأمنية لمقاومة الإرهاب؟ ألا تثور التساؤلات: أين الآخرون وماذا يفعلون ومتى يدخلون المعركة؟! للحديث بقية.