رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

الظلم ظلمات يوم القيامة، والظالمون مثل الفاسدين نهايتهم غير طبيعية ويتعرض الاثنان لأنواع العذاب فى الدنيا والآخرة، ما زالت هناك عادات سخيفة جدًا يرفضها الله سبحانه وتعالى، وتظل هذه التقاليد رغم هذا القرن الجديد الذى نعيش فيه بكل وسائل الاتصال الحديثة، وبكل هذا العلم الغزير، سارية بين قطاع كبير من المواطنين فى ربوع البلاد وليس فى الجنوب فقط كما يشاع، بل إن هناك تقاليد وعادات بالية غير حميدة فى شمال البلاد والدلتا، تتنافى مع الشرائع التى أنزلها الله.

خلال الأسابيع الماضية كنت شاهدًا على عملية إرث بين اثنين من الأشقاء وأصر واحد من أفراد هذه الأسرة على حصوله على رقم معين دون اتباع شرع الله فى هذا الشأن، وكأنه بهذا الشكل يعد رجلًا رشيدًا وقادرًا على تحقيق أكبر مكسب، وللأسف الشديد أمام همجية هذا الشخص اضطر الإخوة الآخرون بقبول مطلبه حتى يحصلوا على ميراثهم الذى حدده الله بقوله «للذكر مثل حظ الأنثيين»، ورغم ذلك لم يلتزم بهذا الأمر، ظنًا منه أنه هو الرابح فى هذا المطمع!

هناك أيضًا مثل هذه الظاهرة الكثير التى يعانى منها المجتمع وليس فقط فى الصعيد كما قلت من قبل، وإنما فى كل أنحاء مصر، خاصة فى المناطق الريفية، حيث يطمع الأخ الذكر فى نصيب أخته من الميراث، بزعم أنه صرف عليها فى تجهيزها للزواج وخلافه من الذرائع الراهنة التى لا فائدة منها سوى عصيان رب العباد من أجل الحصول على إرث زائل فى الأصل فلولا أنه زائل ما ورثه صاحبه لهذا الشخص الأرعن الذى يطمع فى أكثر من حقه الذى كتبه الله له طبقًا للشرع، هذه العادة السخيفة بمنع وحرمان الأنثى من الحصول على ميراثها كاملًا أو حتى نقصان مليم منه، يعد فى واقع الأمر طبقًا لرأى العلماء، بمثابة اعتداء على حدود الله سبحانه وتعالى وتلك تعد طامة كبرى لا يحمد عقباها وينال من فعلها جزاءًا صارمًا.

نحن فى عام 2022 والأمر يستوجب من الجميع تنظيم حملات توعية لتغيير هذه المفاهيم الخاطئة التى تعد فى الأساس غير شريعة الله، وهذه الثقافة مهما كانت مبرراتها يجب أن تختفى من المجتمع المصرى، لأن سريانها حتى الآن يتسبب فى تصدع الأمن الاجتماعى للبلاد، وهو يعد كارثة لو حدثت على أى مجتمع فى الدنيا كلها، ولذلك لابد على كل الجمعيات الثقافية والحقوقية نشر ثقافة مناهضة لثقافة حرمان أو منع الإناث من الحصول على حقوقهن الشرعية التى كفلنا الله فى آيات الميراث المعروفة.

لن أتحدث عن الجرم الذى يرتكب من منع حصول الإناث وحتى الرجال على حقهم الموروث، من يفعل ذلك ليس آثما فحسب وإنما تعدى ذلك إلى مرحلة الفجور والاعتداء على حدود الله، ولذلك أتمنى على القضاء عندما تعرض عليه مثل هذه الأنواع من القضايا، أن يفصل فيها وبسرعة رأفة بأصحابها، بدلًا من تركهم فريسة لمن ينهمش فيهم ويصادر حقوقهم وأموالهم، وأعتقد أن داخل المحاكم الكثير من هذه القضايا التى مر عليها سنوات حتى يحصل أصحابها على حقوقهم.