هَذَا رَأْيِي
وعدتم وأوفيتم وتميزتم وأنجزتم.. مبروك لقطر وللعرب.. رسالتكم وصلت كل أرجاء المعمورة رغم ما تعرضتم وتتعرضون له منذ اثنتى عشر عاما عندما اختارتكم الفيفا لتنظيم بطولة كأس العالم.. أثبتم أنكم قادرون على التحدى وأنكم أهل لها ملكا وحكومة وشعبا.. أثبتم أنكم قادرون على تنظيم هذا الحدث الأكبر عالميا.. قلتم للعالم اجمع أننا نحن العرب من حقنا أن نكون على قدم وساق من نهضتكم ولكن بطريقتنا وثقافتنا وهويتنا العربية والإسلامية..لم يزعجكم سهام من هنا أو هناك، فلسان حالكم يقول للجميع هذه قناعتنا وهذه إرادتنا وعلى الجميع أن يلتزم وعلى الضيوف أن يحترموا ويلتزموا بما يقرره المضيف.. رفضهم استقبال طائرة الفريق الألمانى المتوشحة بوشاح الشواذ وقلتم إذا كانت هذه حريتكم فاحترموا حريتنا فى رفض الدعاية لفئة شاذة من البشر فنحن أصحاب الديار وعليكم أن تحترموا حريتنا.. سيكتب التاريخ أنكم أول دولة عربية نظمت هذا الحدث الأكبر عالميا وكانت رسالتكم الأولى فى حفل افتتاح مبهر للعالم أجمع أن رسالة الاسلام هى السلام وأن البشرية جمعا خلقت من نفس واحدة، وجعل منها زوجها وهما آدم وحواء وجعلكم شعوباً وقبائل، لتعارفوا وأن خيركم عند الله ليس من لديه مال أو جاه أو سلطان أو بشرة بيضاء أو سوداء وإنما خيركم هو أتقاقم لله..آية من آيات الذكر الحكيم من دستور الإسلام تلاها على مسامع ونظر سكان المعمورة شاب قطرى من ذوى الاحتياجات الخاصة هو غانم المفتاح «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»
بعد هذا الإنجاز اصبحنا نحن العرب نرفع شعار «قادرون»، الذي رفعناه قبل أيام في شرم الشيخ خلال فعاليات مؤتمر المٌناخ كوب ٢٧،.. جاء المونديال في الدوحة لتخطف المنطقة مرة أخرى انتباه العالم.. سعادتنا بالمونديال كبيرة.. لكنها منقوصة بسبب غياب المشاركة المصرية، وتمنيت لو كنا هناك، ولماذا تخلفنا عن الحضور؟ وماذا ينقصنا حتى نغيب؟
فرحتنا بما قدمته وتقدمه قطر العرب انتقصت بسبب خروج منتخب قطر الذى يشارك لأول مرة فى بطولة كأس العالم من دور المجموعات.. والحقيقة أن مدرب الفريق يتحمل الجزء الأكبر عن هذا الأداء علاوة على الظلم التحكيمى فى مباراة منتخب قطر مع السنغال، لكنها الرياضة..
حضور الأمير تميم أمير قطر والشيخ خليفة مباريات الفرق العربية وتشجيعهم للفرق العربية ترجمة لقطر العرب.
اللقطة الأبرز فى المونديال والتى تمت برعاية قطرية وبحضور الأمير تميم أمير قطر هى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بالرئيس التركى رجب طيب اردوغان بعد قطيعة استمرت قرابة الثلاثة عشر عاما.. لقطة مصافحة الرئيسين بعضهما البعض تؤكد على مقولة « ما تفسده السياسة تصلحه الرياضة» لقطة كانت «ترند» في يوم افتتاح هذا الحدث الكبير الذى يشهده العالم كله شرقه وغربه شماله وجنوبه.
قطر تدرك أن فرصة إقامة حدث عالمي «مونديال كأس العالم» لن يتكرر على المدى القريب فاستغلت هذه الفرصة أحسن استغلال فى تعريف العالم بقدرتنا وبديننا واخلاقنا وثقافتنا وشريعتنا..مبروك لقطر وللخليج وللعرب ولا عزاء للمتربصين والمتشككين فى قدرتنا نحن كعرب ومسلمين فنحن بإذن الله وعونه «قادرون».