رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

من هو الأحق بالتريند فى هذا البلد، شيرين وحسام حبيب وحكاياتهما المقرفة التى لا تنتهى، أم شابة فى عمر الزهور ترفع اسم مصر عاليا فى المحافل الدولية؟! سألت نفسى هذا السؤال منذ يومين عندما عرفت خبر فوز بطلة مصرية فى بطولة دولية لم ينتبه إليه أحد فى هوجة الاهتمام غير العادية بفصل بايخ جديد فى المسرحية الهابطة المعنونة باسم شيرين وحسام. وشتان  بين خبر ايجابى يحمل الخير لمستقبل هذا البلد بطلته شابة مصرية حقيقية، وخبر سلبى أصبحت تلوك الألسنة أبطاله الوهميين الذين فاقوا كل حدود المعقول فى خلافاتهم الشخصية.

جنة الوزيرى لاعبة منتخب مصر للريشة حققت منذ يومين المركز الأول زوجى والمركز الثانى فردى شابات تحت 19 سنة، ضمن منافسات البطولة العربية بالكويت. بالتأكيد عزيزى القارئ لم تسمع هذا الاسم من قبل، بل ربما كثير منا لم يسمع أصلا عن رياضة اسما الريشة، فإعلامنا الميمون ومن ورائه السوشيال ميديا كلها تجرى وراء التريند، سواء فى كرة القدم ومشاكلها التى لم نجن منها كمشجعين غير الحسرة والندامة أو فى أخبار زواج وطلاق الفنانين والفنانات وخناقاتهم التى تسىء لنا جميعا قبل أن تسىء لهم كأشخاص.

حاولت قدر الإمكان متابعة جميع الصحف والمجلات وبرامج التليفزيون خلال اليومين الماضيين، لعلنى أجد أى سيرة أو احتفاء من أى نوع بالبطلة جنة الوزيرى فلم أجد. بطلة يعرفها العالم ولا تحصل على أى تقدير من بلدها. شاركت مع زميلاتها فى الشهر الماضى فى تمثيل مصر فى كأس العالم لكرة الريشة بإسبانيا، وساهمت فى تحسين مركز مصر فى الترتيب العالمى للعبة حتى وان كان التقدم بسيطا، فلم أقرأ أو أسمع كلمة تشجيع لها وزميلاتها، كما تستعد للمشاركة فى البطولة الأفريقية التى تستضيفها موريشيوس، الشهر المقبل، دون ضجيج أو تريند يزاحم تلك الترندات التافهة التى لا تحمل سوى كل ما هو مقزز ومنفر للذوق العام وضد أبسط قواعد الأخلاق أو الذوق.

البطلة جنة الوزيرى التى تصدح سماوات العلم بالسلام الجمهورى لبلدها، نموذج جديد يؤكد حجم الجرائم التى نرتكبها فى حق تلك الألعاب الشهيدة، كما نسميها والتى تتراجع أمام الاهتمام الطاغى بتريند كرة القدم وقرفها، وما تتركه فى بيوتنا ونفوسنا من تعصب أعمى لا يعرف للروح الرياضية أى معنى، ولا نجنى من ورائها أى بطولات إلا كل حين وآخر مع دفع الثمن غاليا ماديا ومعنويا، بينما هناك من الألعاب الفردية التى يمكن أن تكون سببا فى حصد مئات الميداليات فى البطولات الدولية. قضية قديمة متجددة طالما كتبنا فيها وناقشناها ثم نسمع وعودا بدعم تلك الألعاب إعلاميا والتركيز على أبطالها، ومنحهم ما يستحقونه من أضواء واهتمام إعلامى كفيل بتصدير طاقة ايجابية فى وقت حل فيه الاحباط على الكثير من الناس. ولكن ما نلبث بعد أيام قليلة إلا ويفتر الحماس وتعود وسائل الإعلام والسوشيال ميديا بالجرى وراء التريند التافه. وبدلا من أن نقود نحن كإعلاميين الرأى العام، تجد مع الأسف اغلبنا يترك نفسه ليقوده الرأى العام والسوشيال ميديا وراء الموضوعات التافهة والقضايا الوهمية العبثية.

أتمنى ألا يصيب الاحباط بطلتنا الرائعة جنة الوزيرى، ولا أى بطل من الأبطال الذين يرفعون فى صمت رؤوسنا عالية، بينما رؤوسنا مشغولة بالتافه من الأمور والقضايا، كما أتمنى أن نتعامل بفقه الأولويات وأن نعطى سواء فى الصحافة المقروءة أو المسموعة، وأن نمنح هؤلاء الأبطال ما يستحقون من اهتمام وتسليط الأضواء عليهم، حتى لا نتلعثم فى الإجابة عندما تواجهنا الأجيال القادمة فى الاعلام بسؤال يقول: ماذا فعلتم يا آباءنا فى الإعلام بالبطلة جنة الوزيرى وغيرها من أبطال وبطلات مصر الحقيقيين؟!