عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرضت قطر خلال الفترة السابقة لحملة تشويه غير مسبوقة متعمدة وممنهجة لم تتعرض لها دولة منظِّمة لـ«كأس العالم» خلال الـ92 سنة السابقة هى عمر البطولة، وكلما بدأ العد التنازلى لإطلاق صافرة البداية ازدادت شراسة هذه الخيوط العنكبوتية السامة فى الهجوم، ما يجعلنا نبحث ونتساءل عن الدوافع والأسباب الحقيقية وراء هذا التشويه المستمر.. ومن يقف خلفه.. ولماذا؟

- يتمثل أحد هذه الخيوط العنكبوتية السامة التى نُسِجت مؤخراً، فى تصريحات جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للفيفا، بأن قرار منح قطر استضافة «كأس العالم» كان خطأ، بلاتر الذى أُجبر على الاستقالة من منصبه لاتهامه بالفساد، يقول إن البطولة أكبر من أن تستضيفها قطر!!

- هذه الكلمات السوداء لبلاتر لم تكن الأولى التى تعبِّر عن حقد دفين وغضب مكتوم، هذا الغضب تراه أكثر وضوحاً فى سطور جوناثان ليو، الناقد الرياضى فى صحيفة الجارديان، قال «ليو»: إن «كأس العالم فى قطر، إدانة لكل شخص شارك فيه، وكل شخص كان بإمكانه إيقاف حدوثه».. هذا الخطاب المتعصب والأعمى لم ينظر إلى قوة الاستعداد والتنظيم، لم يتحمَّل هذا التحيز المدفوع لـ«بلاتر» و«ليو» الانتظار لانطلاق البطولة ثم انتقادها، هذه العنصرية المستترة خلف شعارات براقة لم تتحمَّل أن ترى دولة عربية قادرة على تنظيم بطولة بهذا الحجم.

- هذه العنصرية هى الدافع الأول للهجوم– من وجهة نظرى– الذى يترتب عليه ويتمركز حوله ويدور فى فلكه بقية الأسباب والدوافع الأخرى، وتنطلق منه كل خطوط وجبهات إطلاق النار على «كأس العالم فى قطر».

- فهذا الغضب دفع منظمة «هيومان رايتس ووتش» لصياغة 10 أسئلة فى 29 مارس تطالب الصحفيين بطرحها على «فيفا» والسلطات القطرية خلال مؤتمر«فيفا» الثانى والسبعين فى الدوحة 31 مارس 2022، وكانت موضوعات الأسئلة العشرة من النوع السياسى، وبدون الدخول فى قضايا هذه الأسئلة، التى قامت الدوحة بنفى بعضها، والرد على البعض آخر، يبقى السؤال العاشر فى هذه القائمة هو الأخطر والأهم، وكان نصه: ما الخطوات التى اتخذها «فيفا» لحماية حقوق مجتمع الميم فى قطر؟

- هذا السؤال ينقلنا إلى المرحلة الأصعب فى مراحل الهجوم، فهو أقوى الأسلحة وأخطرها قبل المونديال وخلال فعالياته.. لماذا؟ لأن مجتمع الميم «LGBT» يشكل الآن لوبى ضغط عالمياً له قوة كبيرة وتأثير فعال، وكنت قد كتبت مقالاً قبل شهور بعنوان «مجتمع الميم الخطر القادم»، يوضح خطورة هذا المجتمع بالتفصيل، ولمن أراد يمكنه الاطلاع عليه لكيلا نكرر ما قلناه مرة أخرى.

- هذا اللوبى قاد ويقود حملة ضغط شرسة، بتصديره حالة الخوف والمعاناة والقلق وعدم الأمان التى أصابت مشجعى مجتمع الميم وحلفاءهم، بسبب إقامة البطولة فى بلد إسلامى يُجرِّم المثلية الجنسية، ما دفع الكثير منهم– كما أكدوا– مقاطعة هذا الحدث العالمى.. يحدث هذا على الرغم من جميع التصريحات الرسمية التى تؤكد الترحيب بالجميع دون استثناء فى بيئة آمنة تماماً.

- وللدلالة على إثبات خطورة هذا اللوبى وقوته، يكفيك أن تعلم أن الاتحاد الدنماركى تقدم رسمياً يطلب السماح للاعبيه بارتداء قمصان تحمل عبارة «حقوق الإنسان للجميع»– هذا الطلب رفضه «فيفا» مؤخراً– كما قرر قادة عشرة منتخبات أوروبية أن يرتدوا شارات «حب واحد» التى تدعم المثليين، وهذا اللوبى قاد حملة ضد «بيكهام» نجم المنتخب الإنجليزى السابق لتعاقده مع قطر ليكون واجهة كأس العالم 2022، ووصفوا هذا التعاقد بأنه مخيب للآمال!!

- هذا اللوبى لم يكن فى انتظار تصريحات خالد سلمان، سفير مونديال قطر، مع قناة «ZDF» الألمانية عن المثلية الجنسية بأنها حرام ومرض يصيب العقل، لشن الهجوم وإطلاق النيران على الدوحة، كما فعلت مجلة بيلد الألمانية التى وصفت هذه التصريحات بالفاضحة، فقد طالبت وزيرة الداخلية الألمانية من قبل بضمانات أمنية لمجتمع المثليين فى البطولة، كما وصف البعض تصريحات وزير الخارجية البريطانى بالصادمة، عندما طالب مشجعى كرة القدم من مجتمع الميم، الذين سيحضرون كأس العالم، بأن يظهروا القليل من المرونة والحلول الوسط!!

- فى النهاية يبقى أن نحذِّر.. إن هذا اللوبى سيحاول «ضرب كرسى فى الكلوب» بافتعال الأزمات، وتنظيم مسيرات واحتجاجات لتشويه وإفساد فرحة أول دولة فى منطقة الشرق الأوسط تستضيف «كأس العالم»، بل ليفسد فرحة العرب جميعاً بهذا الحدث الضخم، فليحذر الجميع من الوقوع فى هذا الفخ.

- أخيراً.. كمواطن مصرى عربى.. أدعم وأفتخر بكأس العالم فى قطر.

[email protected]