رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع التنظيم الخاص للجماعة الإرهابية والذى أطلقوا عليه الجيش البديل وكانت أهداف التنظيم حسب المرشد السابق للجماعة محمد مهدى عاكف هي إعداد نخبة منتقاة من الإخوان للقيام بمهمات خاصة والتدريب على العمليات العسكرية ضد العدو الخارجى ومحو الأمية العسكرية للشعب المصرى فى ذلك الوقت، وكانت القيادة العليا للتنظيم تتكون من عشرة أفراد، خمسة منهم المجموعة العنقودية الأساسية والتى كانت مشكلة حسب الترتيب التنظيمى من عبدالرحمن السندى ومصطفى مشهور ومحمود الصباغ وأحمد زكى حسن وأحمد حسنين أما الخمسة الآخرون فكانوا صالح عشماوى ومحمد خميس حميدة والشيخ محمد فرغلى وعبدالعزيز كامل ومحمود عساف، وقد سار عبد الرحمن السندى فى بداية الأمر سيرا حسنا نال به رضاء القيادات والأفراد فى النظامين الخاص والعام فى الإخوان المسلمين، ولكن ثمة تغيرات ظهرت على شخص السندى بدأت تقود لتيار مخالف عن نهج المرشد حسن البنا.

كان أول ما يختبر به العضو الجديد فيما يعلن من رغبته فى الجهاد فى سبيل الله أن يكلف بشراء مسدس على نفقته الخاصة والذى لم يكن يزد ثمنه فى هذا الوقت علي ثلاثة جنيهات، ولم يكن الانضمام للنظام الخاص بالأمر اليسير، فالشخص المرشح يمر بسبع جلسات بمعرفة «المُكَوِن» وهو يعنى الشخص الذى يقوم بتكوين أعضاء النظام وتبدأ هذه الجلسات بالتعارف الكامل على المرشح ثم جلسات روحية تشمل الصلاة والتهجد وقراءة القرآن ثم جلسة للقيام بمهمة خطرة وتكون بمثابة الاختبار حيث يطلب من الشخص كتابة وصيته قبلها ويستتبع ذلك مراقبة هذا المرشح وسلوكه ومدى نجاحه فى المهمة التى كلف بها حتى يتدخل الشخص المكون فى آخر لحظة ويمنع الشخص المرشح من القيام بالمهمة ويستتبع ذلك جلسة البيعة التى كانت تتم فى منزل بحى الصليبة بجوار سبيل أم عباس، حيث يدعى المرشح للبيعة والشخص المسئول عن تكوين إضافة للسندى حيث يدخل الثلاثة لغرفة البيعة التى تكون مطفأة الأنوار فيجلسون على فرش على الأرض فى مواجهة شخص مغطى جسده تمامًا من قمة رأسه إلى قدمه برداء أبيض يخرج يداه ممتدتين على منضدة منخفضة عليها مصحف، ويبدأ هذا الشخص المغطى بتذكير المرشح بآيات القتال وظروف سرية هذا الجيش، ويؤكد عليه بأن هذه البيعة تصبح ملزمة التى تؤدى خيانتها إخلاء سبيله من الجماعة ويخرج هذا الشخص مسدسا من جيبه ويطلب من المرشح تحسس المصحف والمسدس والقسم بالبيعة وبعدها يصبح المرشح عضوًا فى الجيش الإسلامي، حسب ما كان يطلقه البنا على التنظيم.

فلنأخذك عزيزى القارئ فى جولة لنتعرف على أبرز العمليات التى قام بها رجال الجيش الخاص، قام التنظيم بإلقاء قنبلة على النادى البريطانى فى ليلة عيد الميلاد عام ١٩٤٥، بهدف بث الخوف فى قلوب الجنود الإنجليزالعابثين الذين كانوا يقتلون الأبرياء ويهتكون الأعراض ويحطمون واجهات المحلات يوميًا وهم سكاري، فقرر النظام الخاص أن يلقوا على النادى البريطانى قنبلة فى ليلة عيد الميلاد، ولم يسفر الهجوم عن سقوط ضحايا، قامت الجماعة بوضع قنابل غير متفجرة فى ستة من أقسام الشرطة بالقاهرة فى ٢٦ نوفمبر ١٩٤٦ وديسمبر ١٩٤٦، لإجهاض مشروع معاهدة صدقى بيفن التى استقالت على إثرها حكومة إسماعيل صدقى باشا، حادث القطار الأنجليزى ونفذ بهذا الحادث أعضاء بالتنظيم الخاص وقسم الوحدات يرأسه صلاح شادي، وقد نفذه على بدران، وحسن عبيد من الطيران، وإبراهيم بركات من الصيانة بأن حملوا سلال السميط والبيض والجبن شأن الباعة الجائلين الذين يشاهدون فى القطارات، وذلك لتغطية ما بداخلها من قنابل، وترصدوا موعد وصول قطار القوات الإنجليزية الذى يمر عبر القاهرة فى منطقة الشرابية، حيث كان القطار الذى يحمل هذه القوات يضطر للتهدئة فى مسيرته فى هذا المكان بسبب أعمال الحفر التى كانت قائمة، ثم بدءوا يقذفون القنابل داخل القطار من شباكه فى أثناء سيره المتمهل فى هذا المكان، وكانت المسافة التى يسيرها القطار بعد قذف القنابل تكفى للتباعد بين الإخوان وبين الانفجارات التى تحدثها القنابل بعد ثوان من إلقائها، وقد أشرف على هذه العملية كل من الأخوين صلاح شادى وعبد الرحمن السندي، دون أن يشعر أى منهما بدور الآخر، بسبب كون الأخوان المنفذين أعضاء فى كل من النظام الخاص وقسم الوحدات فى وقت واحد، وللحديث بقية.

[email protected]