رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صفحات من تاريخ الوطن (٣٣)

على تعدد النماذج سواء القريبة أو البعيدة، ورغم اختلاف مساحات البلدان وطبيعة شعوبها بل والظروف التى تُحيط بها، إلا أنها تمُر جميعُها وبلا استثناء طبقًا لطبيعة الكون، فى غمامة زمانية ومكانية، ويعيش شعبها فى ظروف لم تسبق لهم مواجهتها، وبعد الخروج من عُنق تلك السحابة العابرة، إما أن ترنو نتائجها بالشعوب وتزهو كما لم تكن من قبل، وإما أن تخنع عنوةً لبعض العثرات والأزمات متأخرةً عن جريان نهر التطور العالمى.

وحين كان الشباب هم معول الدول فى نهضتها وتطورها وازدهارها الحقيقى، لزم صون هذه الطبقة «النفيسة»، والدفع بها من فوهة التردد والتشكيك بقدراتها ومقدراتها، والغوص فى «وهم الوهن» الذى خلفه الماضى، لتعلو أفريقيا جديدة بهمم شبابها فوق كل التحديات والصعوبات، التى تجول فى أرجاء المنطقة، وإزاحتها عن ظهور أبنائها العازمة على ازدهار الخير والعطاء والبذل لـ«أفريقيا جديدة»، ولأفريقيا غنية بشعب غنى، بسواعد شبابها المسلم.

إن أفريقيا لا تحتاج لبذل الغالى والنفيس، للنهوض بها إذ تعتبر أرضاً لـ«الغالى والنفيس»، فهذه القارة الثانية عالمياً مساحةً وكثافةً سكانية، تعتبر الأولى كدولة فتية تعيش على أراضٍ مطمورة بالثروات المتعددة، والتى ضمت على المستوى العلمى أعرق الجامعات، من جامعة تومبكتو فى مالى، والأزهر الشريف فى مصر، والزيتونة فى تونس والقرويين فى المغرب، إلى جامعة «ماكيريرى Makerere University» فى أوغندا، و«جامعة ويت واترز راند University of the Witwatersrand»، التى حاز عدد من خريجيها على جائزة نوبل فى أكثر من مجال، مما يؤهلها للوقوف فى مصاف الدول لتراهن على «العالمية»، وتمكنها من مواكبة السبق الحضارى.

«أفريقيا الغد» هى أفريقيا القالبة لمعايير المحن إلى منح، وكاسرة للقيود المشككة بقدرتها وأهليتها لتكون قارة لعالم الغد، باستثمار السواعد الأفريقية، ووقف نزف الهجرات، والالتفات بجدية لجيل أفريقى صاعد يضع يده بيد حكوماته النبيهة، متلاشياً لجوانب التهميش كافةً سواء أكانت تعليمية أو اقتصادية أو صحية، مما سيؤدى للنهوض بمستوى الشاب الأفريقى المسلم، ليكون ذراعاً يميناً وحصناً منيعاً مندمج الرؤى والأهداف مع حكومته الرشيدة فى مجالاتها كافةً، لنجدد شباباً أفريقياً مسلماً حالماً، بعيداً عن آفة البطالة، سامياً عن وباء الفقر، نقياً من بؤر الجهل والأمية، ووائداً لمظاهر العصبيات والقبليات والإثنيات الساعية لشحن الفكر بالتطرف والحقد على الماضى، متسلحاً بالعلم والمعرفة، واجداً رحابة أقسام البحوث والدراسات فى الجامعات والمراكز البحثية محتضنةً لقضايا الشباب المسلم كافةً، ودراسة معوقات التنمية فيها.

وفى هذا السياق كان لابد من إيلاء القارة السمراء جهودنا المتواضعة مقارنةً بقدرها وإمكاناتها، للخروج بدررها الشابة من ذوى الطموح الذى يعانق السماء، ولبذرة الإرادة المتعطشة للولادة والانتشار وخلق «أفريقيا جديدة»، وليكون هذا الشباب محافظاً فى الوقت ذاته على تعدده الثقافى وموروثه الغنى بالتسامح والتعايش والسلام.

ومن المنطلقات الطامحة لبناء «مجتمعات التسامح»، وترفعاً وسمواً عن أى نزاع أو فُرقة، جاءت الجهود والقناعات الواثقة بقدرات شباب أفريقيا المسلم، موحدةً الصف الأفريقى بسواعد شبابها المعطاءة، تحت ظل حكومتهم الرشيدة، ولذا نظم مؤتمر بعنوان: «دور الشباب المسلم فى أفريقيا الغد»، بالتعاون فيما بين المجلس العالمى للمجتمعات المسلمة مع المجلس الإسلامى الأعلى لأوغندا، وذلك تحت رعاية الرئيس الأوغندى يورى موسفينى، كما عمل المؤتمر على تعزيز العلاقات وبناء التحالفات لإيجاد الحلول واقتراح البرامج الكفيلة للنهوض بدور الشباب المسلم فى نهضة أفريقيا، موصلاً رسالة المجلس العالمى للمجتمعات المسلمة والتى تدور حول ضرورة تعزيز التواصل والتفاهم لمواجهة الأفكار المتطرفة ودحض خطاب الكراهية وصناعة الأمل مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.

ما حققه هذا المؤتمر بالتعاون بين منظميه يعتبر حدثاً مفصلياً فى مواجهة أبرز الرهانات الأفريقية وتسليط الضوء على سبل تحويلها إلى مقدرات، المؤتمر طرح آليات تفعيل دور شباب المجتمعات المسلمة للنهوض بأفريقيا، إضافة لتعزيز الثقة فى مقدرات القارة ومؤسساتها لدى جيل الشباب، كما أن ما خرج به من توصيات حرى بأصحاب الإرادة من اعتماده كقاعدة بناء أساسية لينطلق منها مشروع «أفريقيا الحضارة» الجديدة.

للحديث بقية

عضو مجلس الشيوخ

عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع