عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

رحل الرئيس ميشيل عون عن المنصب بعد أن انتهت ولايته الرئاسية وسط أزمة دستورية، وبعد أسوأ أزمة اقتصادية فى تاريخ البلاد. رحل عون، ولم ينتخب البرلمان خلفا له بعد أربع محاولات كان مصيرها الفشل، وفى ظل حكومة تصريف أعمال ورئيس حكومة مكلف لم تشكل بعد. وعليه أصبح الوضع القائم مفتوحاً على عدة تساؤلات حول إمكانية انتخاب رئيس جديد، وما هى المدة التى سيستغرقها؟. ويعتقد بأنه لا إمكانية لانتخاب رئيس للجمهورية إذا ما استمر الانسداد السياسى القائم حالياً. ولكن وفى ظل غياب حراك عربى أو دولى يساعد اللبنانيين على التوافق ربما ننتظر حدثا لبنانيا اقتصاديا أو أمنيا أو سياسيا يطلق شرارة دينامية داخلية وخارجية مما قد ينتج رئيسا توافقيا للبنان من خارج الاصطفاف السياسى.

لبنان لا يزال يعيش على سطح صفيح ساخن من التدهور والفشل، فعلى الرغم من إجراء الانتخابات فى مايو الماضى لم يتم حتى الآن تشكيل حكومة جديدة. وهناك عجز فى الكهرباء حيث توفر شبكة الكهرباء الوطنية طاقة كهربائية لمدة ساعة واحدة فقط فى اليوم وفق أفضل تقدير. كما فقدت العملة اللبنانية حوالى 90% من قيمتها. وبات من الصعوبة بمكان الحصول على الأدوية. كما أن أكثر من 80 % من السكان يعيشون فى فقر مدقع. انهار لبنان وتحول من بلد ميسور إلى حد ما إلى بلد معرض الآن لخطر الفوضى التى يمكن أن يزيد من وطأتها انتشار وباء الكوليرا الذى ينتشر سريعا بسبب المياه غير النظيفة، وتعطل معظم أنظمة الصرف الصحى. ويعود الوباء بضراوة إلى لبنان اليوم بعد أن شهدته منذ ثلاثة عقود. وقد يصل عدد المصابين به اليوم إلى الآلاف. ووصفت منظمة الصحة العالمية ارتفاع عدد الإصابات فى لبنان لهذا العام بأنه غير مسبوق حتى إنها اضطرت إلى تعليق استراتيجيتها للقاح الكوليرا ذات الجرعتين بسبب نقص الإمدادات العالمية.

أطفال كثر يعانون من المرض، والمشكلة تتفاقم مع الصعوبات التى يواجهها الأهالى لتأمين علاج أطفالهم. والنموذج الأب الذى أصيبت ابنته بالمرض، ويحار فى علاجها قائلاً: (لن تقبل المستشفى ابنتى إلا إذا دفعنا مليونى ليرة لبنانية. أى ما يعادل خمسين دولارا. ماذا بوسعى أن أفعل؟ هل ينبغى أن أسرق، وأن أقتل. نحن لا نحمل السلاح. نحن فقراء). ولقد وافقت الحكومة اللبنانية مؤخرا على تغطية التكاليف الطبية لمواطنيها المصابين بالكوليرا. ولكن الأمر مختلف بالنسبة لمليون لاجئ فى البلاد، ولهذا فإن اللاجئين السوريين يخشون الاضطرار إلى دفع التكاليف بأنفسهم، وعليه هناك من يتجنب منهم الذهاب إلى المستشفى ليصبح التأخير عن الذهاب إلى المستشفى بالنسبة للمصابين بوباء الكوليرا أمراً قاتلاً.

هذا بالإضافة إلى أن المستشفيات حذرت من أنها لن تكون قادرة على التعامل مع الحالات الآخذة فى الازدياد. ومن أجل ذلك يعيش اللبنانيون فى حالة من الذعر جعلتهم يخافون من كل شيء. لا سيما أنه غالبا ما يتم استخدام المياه البنية فى رى المحاصيل مما يزيد من انتشار المرض. وبالتالى تتزايد حالات الكوليرا يوماً بعد يوم لدرجة يصعب معها حلها. وما لم يطرأ تحسن حقيقى وملموس على البنية التحتية للبلاد سيكون من الصعب أن يشهد لبنان إمكانية للسيطرة على هذا التفشى المقلق للكوليرا.