عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

قد يستعجل المرء فرج الله، بل ويحدد لذلك موعدا هو من وجهة نظره الموعد المناسب, وقد يتساءل متى نصر الله وتدور برأسه الظنون، حتى إذا تعب من التفكير واستسلم لقضاء ربه، واعيته الحيل جاء ما لا يتوقعه ولا يخطر على باله أصلا وأيقن أن تدبير المولى و مشيئته جاءت فى موعدها تماما.

هكذا علمتنى تجربة مرضى الأخيرة بطريقة عملية، والتى رأيت فيها أشياء أقرب إلى الخيال، وامتدت إلى حوالى ثلاثة أشهر ترددت خلالها على أكثر من مستشفى، وتعرضت لمواقف لم تكن فى الحسبان، لكنى مع ذلك لم أفقد للحظة ثقتى فى المولى عز وجل، بل ومع إنتهاء كل مرحلة من مراحل العلاج أتأكد أن كل شيء يأتى في توقيته الذي يراه الله مناسبًا لنا وتجهله محدودية بصيرتنا ، فكل شيء بميعاد، وكل شيء له وقت، وعندما يأتي الوقت المناسب ستجد كل شيء يحدث بأدنى مجهود.

ما قُدِّرَ له الانتهاء سينتهي، وما قُدِّرَ له البدء سيبدأ، وما قُدَّر له النسيان ستنساه، وكل شيء سيأخذ مساره الصحيح.

الضغط على النفس لتغيير واقع لم يحن وقت تغييره جهد مهدور وهَلكة للنفس.

قطعا لابد أن يأتى الشبع بعد الجوع، والريّ بعد الظمأ والنوم بعد السهر، والعافية بعد المرض، وسوف يصل الغائب، ويهتدي الضالّ، وينقشع الظلام، فلا تضق ذرعاً، فدوام المحال من الحال، وأفضل العبادة انتظار الفرج، الأيام دول، والدهر قُلّب، والليالي حبالى، والغيب مستور، والحكيم كل يوم في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، وإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً.

مهما تعاظمت الشدائد وامتدت، لا تدوم على أصحابها، ولا تخلد على مصابها، بل إنها عندما تكون  أكثراشتداداً وامتداداً واسوداداً، تكون أقرب انقشاعاً وانفراجاً وانبلاجا، عن يسر، وفرج وهناءة، فيأتي العون والإحسان  من الله عند ذروة الشدة والامتحان، وهكذا  يأتى فى نهاية كل ليل غاسق فجر صادق.

عن أبي قلابة المحدث، قال: ضقت ضيقة شديدة، فأصبحت ذات يوم، والمطر يجيء كأفواه القرب، والصبيان يتضوَّرون جوعاً، وما عندى حبة واحدة فما فوقها، فبقيت متحيَّراً في أمري، فخرجت، وجلست في دهليزي، وفتحت بابي، وجعلت أفكر في أمري، ونفسي تكاد تخرج غماً لما ألاقيه، وليس يسلك الطريق أحد من شدة المطر، فإذا بامرأة نبيلة، على حمار فاره، وخادم أسود آخذ بلجام الحمار، يخوض في الوحل، فلما صار بمحازاه داري سأل عن منزل أبي قلابة؟ فقلت له: هذا منزله، وأنا هو, فسألتني عن مسألة، فأفتيتها فيها، فصادف ذلك ما أحبّت، فأخرجت سرة ودفعت إليّ منها ثلاثين ديناراً.

وقال بعض العلماء: رأيت امرأة بالبادية، وقد جاء البَرَدُ فذهب بزرعها، فجاء الناس يعزّونها فرفعت رأسها إلى السماء، وقالت: اللهم أنت المأمول لأَحسنِ الخلف وبيدك التعويض مما تلف، فافعل بنا ما أنت أهله، فإنّ أرزاقنا عليك وآمالنا مصروفة إليك.

قال: فلم أبرح حتى مرّ رجل من الأَجِلاء، فحدّث بما كان؛ فوهب لها خمسمائة دينار، فأجاب الله دعوتها وفرَّج كربتها فى الحال.

وفي الحديث عند الترمذي: «أفضل العبادة انتظار الفرج» وكما قال سبحانه: «أليس الصبح بقريب», صبح المهمومين والمغمومين لاح، فانظر إلى الصباح وارتقب الفتح من الفتّاح،و تقول العرب: «إذا اشتد الحبل انقطع», والمعنى إذا تأزمت الأمور، فانتظر فرجاً ومخرجاً, وأعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن الله بيده ملكوت السماوات والأرض وما بينهما وإليه ترجع الأمور.

[email protected]