عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

يلعب الدين دورًا هامًا ورئيسيًا فى حياة كل منا، وبه تنتظم حياة الأفراد والشعوب، فلم يترك الله سبحانه وتعالى مسألة إلا وتحدث عنها، ولكن ما أعنيه دين التعامل وليس دين المظاهر!، فما ينتشر فى مجتمعنا هو دين المظاهر أى الشكل والمظهر، ويقف عند ذلك، ولكن ما أقصده دين التعامل، اتباع تعاليم الدين وتطبيقها على أرض الواقع، فكل ما يحدث فى مجتمعنا سببه انعدام الدين أو بالأصح عدم فهم تعاليم الدين ومعنى الإيمان الحقيقى، ولكن على من تقع مسئولية ذلك؟

الطفل يولد ولا يعلم شيئًا ثم بالتعلم والتلقين من الأسرة أولًا ثم المدرسة ثانيًا ثم المجتمع ثالثًا، فيبدأ يتعلم كل شىء بالتدريج، حتى وصوله لمرحلة التعليم والذهاب للمدرسة بداية من الحضانة، فالحضانة يطلق عليها البعض بلاى سكوول ويعتبرونها للعب فقط! رغم أنها أهم مرحلة فى حياة الطفل بل هى الأساس والعماد للطفل، هى المرحلة التى من المهم أن نستغلها فى تعليم الطفل ما لا نستطيع تعليمه له فى الكبر، فنأخذ مثالا على ذلك: التعليم فى إسرائيل ما قبل مرحلة الدراسة السن من 2 - 4 سنوات الهدف منه تنمية طاقات الطفل الخاصة باللغة والتعامل الاجتماعى، ويشترك الموهوبون (3%) بعد اجتيازهم اختبارات كفاءة خاصة فى دورات إضافية أو مدارس خاصة لتنمية مواهبهم، بالإضافة لما تحدده الوزارة من مناهج يخصص كل عام موضوعا يخص أهمية قومية لتعميق الفهم والوعى.

فمن الأهمية فى تلك المرحلة زرع كل ما هو جميل داخل الطفل من أخلاق وصفات حميدة ونبدأ معه تدريجيًا حتى ينتقل لمرحلة التعليم الابتدائى ونكمل معه ما توقف فى مرحلة الحضانة ولكن بدرجة أكبر من حيث زيادة عدد الدروس التى تتحدث عن أخلاق الصحابة والرسل وتعاملاتهم، وهكذا فى كل مرحلة جديدة يتم إضافة دروس ومناهج يستطيع الطفل أن يستوعبها بالتدريج وإضافة أيضاً مادة الأمن القومى ووصف مصر وحقوق الإنسان ويدرس بطريقة تدريجية إلى أن يصل لمرحلة الجامعة يصبح أمامنا طالب صاحب أخلاق حميدة، نرى الدين فى صفاته وتصرفاته وتعاملاته مع كل الناس ونرى نظرته للمرأة تنُم عن معرفته لأهميتها وتقديرًا لدورها فى المجتمع وعلى ما لعبته من أدوار فى حياة البشرية وكيف غيرت مجرى التاريخ، نرى طالبا يعلم تاريخ بلده وأهميتها يخاف عليها وعلى أمنها القومى، طالب يعلم جيدا ما هى حقوق الإنسان فلا يستغل أعداؤنا بالخارج بمساعدة الخونة فى الداخل جهله بها ويستقطبه للنيل من مصر، طالب يعلم ما هو الدين وما يحث عليه الدين فلا يستغله أناس باسم الدين للوقوع بمصر!، وأيضاً يحمى أطفالنا من الأمراض النفسية التى تكبر معه بسبب عدم فهم تعاليم الدين الصحيحة وأيضاً عدم الإيمان بالله وقضائه وقدره، فـ99% من المشكلات التى تصادف مجتمعنا سببها عدم فهم الدين والإيمان بالله وذلك بسبب جعل مادة الدين مادة رسوب ونجاح وليس مادة لتغذية نفس وروح الطفل وفهمه لتعاليم الدين الصحيحة التى تدعو إلى الحب والتسامح والرحمة والإنسانية، إذا حدث ذلك نستطيع أن نقضى على أغلبية المشكلات التى يعانى منها المجتمع كالتنمر فيجب أن نُعلم أطفالنا كيفية جبر الخواطر وأن يكفوا عن القول السلبى المُحبط وأن يتعود على القول الحسن والتعبير عنه، هكذا ننشئ جيلا واعيا قادرا على حماية مصر وأمنها القومى، قادرا أن ينتج ويعمل بلا مؤثرات داخلية أو خارجية تؤثر على إنتاجه وكفاءته، فإذا نظرنا إلى بعض الدول الغربية نجد أن سبب تطورهم وتقدمهم هو اتباع تعاليم الدين بدون قصد، فعندهم الدين تعامل، فدعنى أرَ الدين فى تعاملاتك قبل مظهرك! وقد تقدمت بطلب اقتراح برغبة بمجلس النواب بذلك، وتمت الموافقة عليه من قِبل المجلس وعلى أمل تطبيقه على أرض الواقع قريبًا.

 

عضو مجلس النواب

[email protected]