عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

من السهل أن تكون فنانا، لكن من الصعب أن تكون قادرا على صناعة البهجة والوصول إلى قلوب الناس، ان تكون مبدعا تستطيع الاختلاف فيما تقدمه، لا تسقط فى فخ التقليد بل تبدع فى ابتكار الجديد الملهم، فهذا ليس سهلا، لأنه يحتاج خلطة بين الفن والذوق والرؤية والخيال الواسع والإرادة، وهذا ما يمتلكه الفنان والمخرج الكبير انتصار عبدالفتاح الذى يثبت مع كل تجربة أنه متفرد فيما يقدمه، وسر تفرده أنه مسكون بتراث وطنه يستوحى منه فنه الذى يحمل رسالة السلام والمحبة والتسامح، مما جعله ملقبا من متابعيه بالفنان النبيل، وهو بالفعل يستحق هذا اللقب لأنه لا ينظر لمكاسب مالية ولا يبحث عن منافع شخصية بقدر ما يكافح بأقل الامكانيات كى يقدم فنا له رسالة انسانية، يقرب بين الثقافات ويبحث عن المساحات المشتركة بين الشعوب.

ý بدأ انتصار رسالته ومشروعه عندما تولى مركز إبداع قبة الغورى، وطالبه وزير الثقافة الأسبق «فاروق حسنى» بوضع فلسفة جديدة للمركز، بجانب أنشطة تتلاءم وحجم وقيمة هذا المكان، فلم يتوانَ بل سارع ليقدم رؤية واضحة تقوم على رسالة استثمار الفن فى نشر ثقافة السلام، وشملت هذه الرؤية تأسيس عدة فرق فى مركز إبداع قبة الغورى، فى مقدمتها فرقة «سماع للإنشاد والموسيقى الروحية» ورسالتها الحفاظ على التراث المصرى الأصيل من تواشيح ومقامات نادرة وتقديمه بالطريقة والأسلوب القديم المبهر، ýولم يكتفِ انتصار بهذا بل أسس لملتقى الأديان «بسانت كاترين» ليقدم من خلاله ثلاث دورات لاقت نجاحًا كبيراً، ليس مصريا فقط بل دوليا، ثم انتقل بالتجربة إلى مجمع الأديان بمصر القديمة فى الفسطاط، ومازال يقدم ملتقى الأديان حتى الآن من خلال مهرجان «سماع الدولى للإنشاد والموسيقى الروحية».

ýكلمة السر فى نجاح انتصار أنه على قدر بساطته ومحبته للجميع الا انه يمتلك شخصية عنيدة، فلا يستسلم لأزمة أو تحد مهما كان بل يقاتل حتى يهزمه، وفوق ذلك فهو يمتلك مهارة خاصة فى اقناع الجميع بما يمتلكه من افكار وما يؤمن به من رسالة تجسدها فرقته التى تحمل اسم «رسالة سلام» ويقدم من خلالها قيم السلام والتسامح والتسامى عبر الفن الراقى، ولهذا فقد أصبحت «رسالة سلام» من أهم الفرق التى لها بصمة وعشاق يتابعونها اينما كانت، فتحولت إلى جزء من قوة مصر الناعمة، فقد سافر بها إلى أكبر الكنائس على مستوى العالم من «النمسا» و«ألمانيا إلى إيطاليا والفاتيكان وفرنسا والصين» وقدم فنه بطريقته الخاصة ليرسخ لرسالته.