رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

 

الحملات المكثفة هذه الأيام على الجيش المصرى،التى يقودها أفراد ممن يطلقون على أنفسهم المعارضة المصرية فى الخارج، ويعملون فى كنف بعض أجهزة المخابرات الغربية، وينصاعون لضغوطها، لا تنطق إلا بصوت جماعة الإخوان، ولا تسعى إلا لتحقيق أهدافها. فهؤلاء يقبعون خلف منصات وسائل التواصل الاجتماعى، لبث الشائعات وفبركة الحكايات لتحريض المواطنين المصريين على إشاعة الفوضى، وإعادة عجلة الزمن إلى الوراء، وهم يزعمون الدفاع عن مصالح المصريين. من المفهوم أن تركز حملات العداء التحريضية ضد المؤسسة العسكرية.فهى مؤسسة قوية متجانسة البنيان، ظلت عصية على كل محاولات تمزيقها،وإبعادها عن أهدافها الوطنية الرامية لحماية مصالح الشعب والوطن، فى ظل أقسى ظروف الوطن تعاسة وإظلاما.

فالجيش المصرى هو من البنائين لنهضة مصر الحديثة. وهو الجيش الوحيد ربما فى العالم الذى قاد ثورتين فى قرنين متتاليين،إحداهما الثورة العرابية فى نهاية القرن التاسع عشر،وثورة 23يوليو فى منتصف القرن العشرين، كما حمى ثورة 1919 وساند ثوراها. وكان ولا يزال جيشا وطنيا، يشكله ويقوده ويرأسه،أبناء الشعب المصرى من العمال والفلاحين والطبقة الوسطى،الذين لم يبخلوا بجهودهم وحياتهم وخبراتهم للذود عن مصالح الأمة والوطن. وهو الجيش الذى حقق بدماء شهدائه وتضحيات جنوده نصر أكتوبر العظيم،وأعاد سيناء بعد تحريرها إلى أحضان الوطن.

وبعد ان أجهزت الرأسمالية الطفيلية على مؤسسات القطاع العام ونهبته بعد أن أفشلته ثم تباكت على خسائره،استولت عليه برخص التراب،لتراكم من ورائه ثرواتها وتعزز نفوذها المالى والسياسى، فإن الجيش يلعب الآن بعض الدور الذى كان يقوم به القطاع العام،ويخوض فى مجالات اقتصادية يخشى القطاع الخاص الخوض فيها.والصرخات المتنامية من كل حدب وصوب،عن احتكار الجيش للنشاط الاقتصادى، ليست فقط جزءا من حملات التحريض والعداء،بل هى كذلك تزوير للحقائق، التى تكشف كل يوم أن النسبة الأكبرللمساهمة فى المشروعات التى تم إنشاؤها هى للقطاع الخاص.

 

ما يفوت على الأبواق المحرضة على استعادة أجواء الفوضى فى مصر، أن الشعب المصرى يتعلم من تجاربه، وأنه يمتلك من الذكاء والوعى ما يمكنه من التفرقة الواضحة بين من يتاجرون بآلامه، ومن يسعون لتخفيفها. وقد تجلت تلك الصفات خلال سنة كئيبة من حكم فاشية دينية مسعورة للتملك والثروة والسلطة والبطش والإقصاء، فعمل بمساعدة جيشه الوطنى على إسقاطها. لذلك ومهما بلغت درجة معاناته المعيشية، وسخطه على ما لا يرضيه من سياسات تضاعف من تلك المعاناة، وتحمله ما لا طاقة له على احتماله، فإنه غير مستعد لإعادة فوضى الماضى القريب، وهومن دفع ثمنًا غاليًا من أمنه واستقراره من النتائج المعروفة التى ترتبت عليها. والمؤكد أن هذا الماضى الإخوانى البغيض لن يعود، لسبب بسيط أنه لا أحد مستعد لنسيان الدماء الغزيرة التى سالت وخلفت فى معظم البيوت شهداء وجرحى. أ والتغاضى عن التخريب الذى مارسته القوى الإرهابية، والفتن الطائفية التى سعت لإشعالها،لهدم معنويات المصريين، وقتل أبنائهم وتحطيم المؤسسات الأمنية، التى شكلت حائط صد، بجانب وعى المواطنين امام»نظرية الفوضى الخلاقة»التى صكتها المخابرات الأمريكية، ونفذتها أذرعها داخل الحكم وخارجه، لتؤل دول المنطقة إلى ما آلت إليه من حروب أهلية، وليصبح اللاجئون العرب، على رأس قائمة الهجرة الشرعية وغير الشرعية فى أنحاء العالم.

 

المبشرون بالفوضى،،يظنون أنهم قادرون بالشتائم والبذاءات على العودة بنا إلى ماض كريه. وهو ظن يؤشر على عدم إدراكهم طبيعة الشعب المصرى، الذى لم يعد على استعداد للشرب من بئر ملوثة مرتين، فضلا عن حكمه الشعبية الفطنة القائلة:أدعى على ولدى وأكره اللى يقول آمين.