رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع أحمد عادل كمال الذى انضم إلى التشكيل الخاص لجماعة الإخوان الإرهابية وطلب منه ترشيح إخوان لإكمال المجموعة، والذى قال «وذهبت أنظر فى الإخوان من جديد فلم أرشح سوى اثنين عبدالمجيد حسن رحمه الله وطاهر عماد الدين، وأخذ أحمد حجازى الاسمين والمعلومات التى ذكرتها له عنهما وذهب، وبعد أيام استدعاهما عند حسين كمال وفعل معهما كما فعل معى»، واتفق عبدالمجيد معه تواً، أما طاهر فقد رفض لأن اتصال حجازى به لا يأتيه عن طريق المسئول عن الشعبة، وكان رأى طاهر وجهة نظر على كل حال، وأوضح حسين أن نائب الشعبة وحتى كبار المسئولين فى الميدان العام للجماعة ربما لم يكونوا من هذا النظام أو يعرفوا عنه شيئاً، إلى أن طاهر لم يقتنع، وبعد أيام قلائل كنا عند حسين نتداول فى حركتنا بالجامعة وكان معنا مصطفى مؤمن، وفى انصرافنا سمعت مصطفى ونحن نهبط درج المنزل يقول لطاهر «هل كلمك أحمد حجازى فى موضوع؟» قال «نعم» قال «تستطيع أن تطمئن إليه»، ففرح طاهر وعاد يقبل الانخراط فى النظام الخاص.

حدد لنا حجازى موعداً فيه ثلاثتنا معه، وكانت تعليماته أن تكون صلتنا العامة أمام الناس عادية جداً حتى لا يلحظ أحد أن بيننا نوعاً معيناً من الرباط، وقال إنه يمتنع علينا إذا صادفناه فى أى مكان أن نتحدث معه، أو نبدى معرفتنا به أو أن نحاول أن نرى من يقابلهم أو يحدثهم أو يحدثونه، وأن رؤيتنا له مع أى إنسان لا تعنى انتماء هذا الإنسان إلى النظام الخاص، وأن جلستنا هذه وكانت تعقد فى البيوت، عندى أوعند طاهر يجب أن تأخذ المظهر العادى أمام أهل البيت فلا يخيم السكون علينا، وألا يكون المتحدث الوحيد الذى لا يسمع إلا صوته، ثم قال اضحكوا فضحكنا، كذلك طلب ألا يقدم أحدنا على إحداث أى حدث فى حياته الاجتماعية قبل الاتصال به، فمن أراد مثلاً أن يترك كليته أو يتزوج أو ينتقل من منزله أو ما شاكل ذلك فإنه يلزم أن يراجعه.

بعد هذا بدأ الدرس الأول فأخرج من جيبه مسدساً إيطالى الصنع من طراز باريتا عيار ٩ مم وشرحه لنا شرحاً تفصيلياً وافياً من ناحية حركته الميكانيكية وكيف يعمل، وقد فكه لنا قطعة قطعة ثم أعاد تركيبه، كما شرح لنا شفوياً كيفية استخدامه، وبعد ما فرغ من ذلك طلب إلى كل منا واحداً واحداً أن يعيد ذكر الشرح الذى سمعناه، وقبل أن ينصرف واعدنا على الموعد التالى، وفى الدرس الثانى كان معه مسدس آخر بلجيكى الصنع من طراز براوننج عيار ٩ مم كان هو موضوع الدرس، كنا نسمى المسدس مصحفاً حتى لا نلجأ فى أحاديثنا إلى ذكر المسدسات، ثم أعطانا الموعد الثالث، وكان موضوعه القنبلة اليدوية مليز ٣٦ شديدة الانفجار، ثم كان الدرس التالى فى القنبلة اليدوية الحارقة إيطالية الصنع من طراز بريدا، واستمرت الدروس... المسدس الوبلى ذو المشط والمسدسات ذات الساقية والقنبلة اليدوية الفسفورية الحارقة والقنابل الإيطالية الترموس وسوسييتا رومانا والمتفجرات والمفرقعات من جلجنايت وت.ن.ت وقطن البارود وأنواع الفتائل والمتفجرات والبوادئ ولوازم النسف والتدمير... الخ.

لم تكن جميع لقاءاتنا تسير على هذه الوتيرة الواحدة، فكثيراً ما كانت تخرج عن هذا الروتين، فمرة قرأ علينا لائحة النظام الخاص وناقشناها معه، مرات أعطانا رسائل مطبوعة فى مواد مختلفة كالقانون الجنائى وقانون تحقيق الجنايات والإسعاف وحرب العصابات، وخرجنا معه مرات فى رحلات تدريبية كان بعضها فى جبل المقطم أطلقنا فيها النار من أنواع مختلفة من المسدسات وكان بعضها فى قرية عين غصين بمنطقة قناة السويس، كانت قرية إخوانية بحتة، دخلناها ومؤذن الجمعة يرسل تكبيراته من فوق مسجدنا فما صادفنا فى طرقاتها سوى الأوز والدجاج وبعض الأطفال، أما أهلها فكانوا جميعاً بالمسجد،

 وللحديث بقية

[email protected]