رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

طلة

لى صديق مصرى أمريكى يقيم في الولايات المتحدة وجاء مصر فى إجازة. فكرنا أنا ومجموعة أصدقاء مشتركين فى أفضل مكان نستضيف فيه الرجل واخترنا مكانا راقيا من فئة النجوم الخمسة المطلة على النيل. كنت أول من وصلوا للمكان فاستقبلت الرجل وأصررت على أن يطلب شيئا حتى يصل بقية الأصدقاء، فطلب شايا. قبل أن يصل الشاى استأذنت منه أن أخرج على الباب حتى أدل من يصل من الأصدقاء على المكان الذى نجلس فيه بالضبط. عدت فوجدته فى حالة دهشة شديدة بسبب أن الشاى الذى طلبه جاء بارداً فاستدعى الجارسون وسأله غاضبا: كيف لك أن تأتينى بشاى بارد؟ فاعتذر الرجل وسحب الشاى وقال للضيف: ولا يكون عندك فكرة حالا يأتيك الشاى ساخنا.

إذن ما يغضبك يا صديقى وقد أصلح الرجل خطأه؟ هكذا سألته ليفاجئنى قائلا: الرجل عاد بسرعة شديدة لا تتناسب مع قيامه بإعداد كوب شاى جديد، أغلب الظن عاد بنفس الشاى بعد أن قام بتسخينه فى المايكروييف!. استنكرت طريقة تفكير صديقى وقلت له: لا تدع معيشتك فى أمريكا تجعلك تسيء بنا الظن إلى هذا الحد. فقال: أزيدك من الشعر بيتا، ما قولك إن هذا الشاى مصنوع بمياه من الحنفية؟ فقلت: ثائرًا: لالالا يا صديقى لقد وصلت بخيالك إلى حد بعيد جدا، هل تظن مكانا سياحيا بهذا المستوى يقدم شايا بمياه من الحنفية،لا طبعًا إنها حتمًا مياه معدنية (طبيعية حيث إن أى زجاجة مياه معبأة فى مصر مكتوب عليها طبيعية) فقال لى: طب ما رأيك تدخل معى رهانا؟ فقبلت على الفور لأنى مفلس جدا وأثق في الفوز. استدعي صديقى الجارسون مرة أخرى فلجأت لحيلة حاولت خلالها تلقين الجارسون الإجابة تحسبا لأى موقف بايخ فأخذت زمام المبادرة وقلت للرجل: تصور صديقى يقول إن المياه المعدنية التى استخدمتها فى الشاي يبدو أنها اكسباير فقال بسرعة: معدنية إيه لا سمح الله يا بيه، هو فيه أحلى من مية الحنفية. ثم مال على أذنى هامسا: يعنى إيه اكسابير ولا مؤاخذة يا بيه؟.

فى هذه اللحظة كان بقية الأصدقاء قد وصلوا فحكيت لهم ما حدث وأنا أشعر بالحرج الشديد من صديقى الذى قال لى: طب خد دى عندك كمان، بالأمس كنت فى الإسكندرية ودخلت مع صديق إحدى الكافتيريات الراقية جدا على الكورنيش وبصراحة لأن السحلب المصرى واحشنى جدا طلبنا اتنين سحلب ففوجئت بالنمل يرتع فى طبقة المسكرات التى تعلو السحلب فانتفضت وصديقى واستدعينا الجارسون ونحن غير مصدقين فما كان من الجارسون إلا قال وهو يبتسم ابتسامة الهادئ الواثق المطمئن: بس كده يا بيه؟ ولا يكون عندكم أى قلق، ثم أمسك بالملعقة وأخذ يزيل النمل من طبقة المكسرات التى فوق السحلب وهو يردد يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم. وبعد أن انتهى من عملية إزالة النمل ترك كوبى السحلب لهما وهو يقول: بوناباتى فلما نظرا له مندهشين فقال: إيه عمركم ما سمعتوا حد بيرطن إيطالى؟ عموما ألف هنا يا باشوات. طبعا لم نستطع أن ننطق بكلمة وسكتنا وكأن على رءوسنا الطير حزنا على ما يفعله أهل السياحة بالسياحة فى الوقت الذى اكتسح فيه الأشقاء السوريون سوق المطاعم والساندويتشات فقط بنظافة المكان وجودة المنتج والكلمة الحلوة.

قبل أن نغادر المكان أردت تلطيف الجو فطلبت الجرسون وقلت له: صديقى عايز ينسى الشاى البارد اللى شربه ونفسه يشرب أى عصير فريش فنظر له وسأله: اوكيه بس عايز فيه سنو ولا لأ؟ تبادلنا النظرات من جديد فقال الرجل مستنكراً وهو يغادرنا لإحضار العصير: الله يخرب بيت الأمريكان اللى بوظوا الانجليزى لدرجة أنه أمريكانى أهو مش عارف ان سنو يعنى تلج!

[email protected]