عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع أحمد عادل كمال والذى انضم فيما بعد إلى التشكيل الخاص لجماعة الإخوان الارهابية وقوله « كان لنا نشاط أتينا فى ثنياه أفعال بدوافعها ودواعيها ومبرراتها، ومع ذلك فقد تبرأنا منها فى حينها، وأحداث أخطأنا بها وتقتضى العبرة بيانها، وأحداث لم يكن لنا يد فيها نسبت إلينا وألصقت بنا، وهذا أيضا ينبغى إيضاح ذلك بشأنها»، إن من يقرأ كتابة النقط فوق الحروف يجد نفسا متسامحة إلى أبعد ما تكون محبة لإخوانها بالرغم مما حدث فى بعض الفترات من فتن وخلافات إلا أنك تجده مصرا على إصلاح ذات البين والتماس الأعذار ومع حبه الشديد لإخوانه تجده حريصا على إظهار الحقائق، وإن اختلفت معه الآراء تجده فى تواضع شديد يقول فى مقدمة كتابه النقط فوق الحروف « ما كان من ذكريات فهو ذكرياتى، وما كان من رأى فهو رأيى، وفى هذا ما كان صوابا فهو صواب وما كان من خطأ فهو خطئى، لكنى لا أستهدف به غير الحق وغير وجه الله، أصبت فى ذلك أم أخطأت.»، وبالرغم من تجاوزه سن الثمانين فإنه لا يبرح مكتبته الكبيرة الزاخرة بعيون ونفائس التاريخ الإسلامى وتاريخ العسكرية الإسلامية والغربية التى تحتل معظم مساحة شقته الواسعة بجوار مبنى الكلية الحربية العريق بمصر الجديدة، ويقضى معظم ساعات يومه وحيدا منكبا على دراسة واستخراج نفائس ودقائق تاريخ الفتوحات الإسلامية دون مساعدة من أحد، فهو مؤسسة علمية مستقلة ومتكاملة اختصت بدراسة أروع الصفحات التى تجسد نبوغ وعبقرية العقلية العسكرية المسلمة.

يقول عنه أحمد رائف» وقد قدر لى أن أرافق الأستاذ أحمد كمال فى سجون مصر المختلفة، العسكرية منها والمدنية، وكنت فى جواره أعواما سمعت منه الكثير عن تاريخ الإخوان المسلمين، وكنت أسأله عن الواقعة المشوشة المضطربة فى ذهنى من كثرة ما لاكتها الألسنة بالتحريف والتبديل، فيجيبنى بذاكرة حاضرة وذهن صاف، ويذكرها مسلمة لاشية فيها، ولم يكن يحاول أن يدعى البطولة فيما شاهده وشارك فيه من أحداث، بل كان يذكر الواقعة ببساطة وشجاعة ويذكر ما له فيها وما عليه، إن كان فيها ما عليه، بشجاعة وصدق ووضوح.

عن كيفية انضمامه للتشكيل الخاص يقول « انه فى يوم من فبراير ١٩٤٦ دعانى حسين عبد السميع إلى منزله فى موعد حدده وأكد على الميعاد لأن هناك مقابلة هامة ورفض أن يزيد على ذلك حرفا، وفى الموعد وجدت رجلا لم أكن أعرفه فى انتظارى عرفنى به حسين على أنه الأخ أحمد حجازى من الإخوان الموثوق بهم، ثم تركنا حسين وانصرف فى غرف البيت، وبدأ أحمد حجازى حديثه معى بسؤالى عن رأيى فى بعض المواضيع العامة، وظل يتدرج بالحديث حتى وصل به إلى موقفنا من الحكومات الضعيفة أمام الاستعمار والوزارات الخائنة، ورغم تعريف حسين وتزكيته للأخ أحمد حجازى فقد كنت حذرا معه فى حديثى لأنى لم أكن أعرفه من قبل فظل يستفرغ ما فى جعبتى وأنا لا أريد أن أنطق إلا بصعوبة حتى اتفقنا فى النهاية إلى أن الأخذ بفريضة الجهاد هو الذى يميز الإخوان عن سواهم، بعد ذلك تطرق إلى كيفية هذا الجهاد ووسائله، وذهب يسألنى إذا كان الواجب يحتم علينا أن نتجهز وأن نتدرب، وأجبت بأن الأمر عسير، فأين نتدرب ومن أين السلاح وكيف يتم هذا فى غفلة من عيون الحكومة، قال وقد عيل صبره من مطاولتى» هذا أمر قد فرغنا منه» بهذه الإجابة الحاسمة انفتح له قلبى فوافقته، وانصرف أحمد حجازى بعد أن بايعته على السمع والطاعة والكتمان.

بعد ذلك طلب إلى أحمد حجازى ترشيح إخوان لإكمال المجموعة، وذهبت أنظر فى الإخوان من جديد فلم أرشح سوى اثنين عبد المجيد حسن رحمه الله وطاهر عماد الدين، وأخذ أحمد حجازى الأسمين والمعلومات التى ذكرتها له عنهما وذهب، وبعد أيام استدعاهما عند حسين كمال وفعل معهم كما فعل معى، وللحديث بقية.

[email protected]