رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة

رغم حزنى الشديد طوال سنوات الخصام، وقلبى الموجوع على وطنى، جراء ما حدث بين مصر والشقيقة قطر، والمقاطعة العربية لها، فبرغم كل هذا الحزن، والغضب، سعدت جدا بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى دولة قطر، وكم فرحت الدوحة بالزيارة الميمونة من خلال استقبال رائع، يليق برئيس فى حجم مصر، وكان سمو الأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر فى استقبال الرئيس السيسى..

جاءت زيارة الرئيس السيسى لقطر فى إطار العلاقات الطيبة المتنامية بين البلدين وشعبيهما الشقيقين، كما جاءت تأكيدا على الحرص المتبادل والإرادة المشتركة لدى قيادتى الدولتين على تطوير هذه العلاقات، وتعزيزها، والارتقاء بها نحو آفاق أرحب فى مختلف المجالات.

لقد اكتسبت زيارة الرئيس السيسى للدوحة أهمية خاصة من حيث توقيتها، فتأتى قبل انطلاق القمة العربية بالجزائر خلال نوفمبر المقبل، وأعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وتتزامن مع جملة من التطورات الدولية المتسارعة، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع والمستجدات بالشرق الأوسط، والحرب فى أوكرانيا، وهو ما يتطلب زيادة وتكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين تجاه المستجدات ومختلف القضايا التى تمس الأمن القومى العربى والتطلعات والطموحات والحقوق المشروعة للشعوب العربية، من أجل تحقيق وحدة الصف العربى والأمن والاستقرار فى المنطقة، ويخدم المصالح والمواقف العربية فى مختلف المحافل ويزيد صلابتها وحصانتها أمام كافة التحديات والمخاطر.

شهدت الزيارة مباحثات رفيعة المستوى بين الرئيس السيسى والأمير القطرى، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع السياسية الإقليمية وتطورات الأوضاع فى الإقليم وعالميًا، وتوقيع اتفاقات اقتصادية بين البلدين.

ربما يتبادر إلى ذهن البعض أو مدمنى الصيد فى الماء العكر، أن ما حدث بين البلدين الشقيقين سيتسبب فى قطيعة إلى الأبد، ويحاولون النفخ فى الكير من أجل استمرار القطيعة، وعندنا فى الفلاحين مثلٌ شائع عندما يختلف شقيقان نقول: «مصارين البطن بتتخانق»، وهذا ما حدث بالفعل بين مصر وقطر، وربما غضب الكثيرون من بعض الأفعال والوشايات التى أحدثت فجوة بين البلدين وعدد من الأشقاء العرب، ثم ما لبثت أن انقشعت الغمة بين البلدين الشقيقين، وبهذا عاد الوئام والعلاقات الطيبة بين البلدين.

ولا يخفى على أحد المقاطعة العربية لمصر بسبب اتفاقية كامب ديفيد وأخذ الأشقاء على خاطرهم من موقف مصر للسلام، ثم ما لبث ان عادت مصر إلى أحضان الأمة العربية، واكتشفوا ان مصر كانت على صواب، وانها كانت سبّاقة فيما ذهبت إليه من أجل السلام..

إن العلاقات المصرية العربية بشكل عام والعلاقات المصرية الخليجية بشكل خاص، هى علاقات ممتدة وتأتى تأكيدًا لوحدة الصف العربى، وهى الضمانة الوحيدة لمواجهة التحديات..

ولا يفوتنى فى هذا المقام إلا أن أقول: عندما يتحدث الرئيس السيسى عن الأمن القومى العربى، فإن ذلك مؤشر كبير للمخاطر المحتملة، وخاصة الحزام العربى الذى تشكل فيه مصر ركيزة أساسية، ودائمًا تكون الرسائل واضحة، ولعل من أبرز تلك الرسائل أن مصر لن تسمح بأى تهديد للأمن القومى العربى.

لقد اعتاد العالم العربى من مصر عبر التاريخ، تحمل مسئوليتها كشقيق اكبر وشريك فى قضايا الأمة العربية، وترى مصر أنها ضرورية لحفظ الأمن العربى سواء كانت مسارات سياسية أو عسكرية إذا ما تطلب الأمر ذلك..

عادت قطر وليخسأ الخاسئون..

facebook.com/mehawed