رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قال الملك تشارلز الثالث، ملك بريطانيا الجديد، فى أول كلمة يتوجه بها إلى الشعب عقب استلامه موقعه رسمياً، إنه سيحمل عهد الملكة اليزابيث معه طول الوقت! 

ولا بد أن وصف تشارلز بالملك سوف يظل صعبًا على الإعلام لفترة، لأن هذا الإعلام نفسه قضى سنوات يصف تشارلز بالأمير ولى العهد.. وهذه السنوات لم تكن خمساً، ولا عشراً، ولا حتى عشرين أو خمسين، ولكنها كانت سبعين سنة كاملة! 

ففى اللحظة التى تسلمت فيها والدته التاج البريطانى عام ١٩٥٢، صار هو وليًا للعهد، ثم بقى كذلك حتى اليوم، أو حتى يوم رحيلها فى ٨ سبتمبر.. وإذا كانت اليزابيث قد عاشت وليًا للعهد قبل أن تصبح ملكة، فالمؤكد أن الناس قد نسوا تمامًا اسم الملك جورج السادس الذى تسلمت منه التاج لتجلس من بعده على العرش! 

والمؤكد أيضًا أن الإعلام سوف يستغرق وقتًا إلى أن يتعود على أن تشارلز أصبح تشارلز الثالث، وأنه صار ملكًا ولم يعد وليًا للعهد! 

وإلى أن يتعود على ذلك، فليس معروفًا ماذا بالضبط يقصد بالعهد الذى قال فى خطابه الأول إنه سيظل يحمله معه؟!.. هل يقصد مثلًا أنه قد عاهد والدته على شىء محدد فى حياتها، وأنه سيظل يحفظ هذا العهد من بعدها مدى حياته؟!.. أم يقصد أنه سيبقى يعمل بالطريقة التى يحفظ بها ما عاشت هى تعمل من أجله على طول سبعة عقود وتسعى إليه؟! 

الغالب أنه يقصد الشىء الثانى، والغالب كذلك أن بقاءه إلى جوار الملكة كل هذه السنين قد جعله يتعلم أشياء معينة، ولفت انتباهه إلى ما كانت تحرص عليه وهى تمارس مسئوليتها الملكية، وركز نظره على أمور لم يكن سيتوقف أمامها لو لم يكن فى مكانه إلى جانبها منذ وعىٍ الدنيا! 

وحين يأتى الابن فى مثل حالته ليواصل طريق الأم، فإن الفكرة المهمة فى الموضوع هى أن التراكم له مكان فى المسيرة البريطانية بين الأمم، وأن ما سوف يضيفه تشارلز سيقوم على أساس مما أضافته الملكة من قبل، وأن الملك الجديد سوف لا يبدأ من عند نفسه، ولا من عند اليوم الذى تولى فيه، ولكنه سيكمل ما بدأه سواه قبل مجيئه، وسيكون ذلك اشارة إلى ابنه الأمير وليام الذى تسلم ولاية العهد! 

هذه فكرة أدعو إلى الانتباه لها بيننا على كل مستوى، لأن الانتباه لأهميتها له مفعول السحر فى عائد العمل العام بين الناس!