رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أصبح مهرجان القلعة، أو ما يعرف بــ «محكى القلعة» معلماً بارزاً من معالم صيف القاهرة، كنت على موعد بحضور حفل الموسيقار عمر خيرت فى ختام  فعاليات الدورة 30 من مهرجان قلعة صلاح الدين الدولى للموسيقى والغناء، بمسرح المحكى، والذى أبدع كعادته فى عزف مقطوعاته الموسيقية الراقية. الحضور كان كثيفاً من مختلف الأعمار والفئات، لكن الغالبية الأبرز كانت من الشباب، وهو ما يؤكد أن هذا الجيل لديه القدرة أيضاً على تذوق هذا النوع من الموسيقى الراقية، بعيداً عن إسفاف وتدنى ذوق ومعانى موسيقى المهرجانات.

الداخلية وقوات الأمن بذلت جهوداً فوق العادة فى تأمين الحفل وتنظيم الدخول، لكنى رأيت التنظيم فى الداخل لا يتناسب والطاقة الاستيعابية للمكان، فكيف لمسرح يتسع لعدد 5 آلاف مشاهد، بالإضافة لعدد 3 شاشات عرض تعرض فى الحدائق الخلفية، يمتلئ بأكثر من 20 ألف مشاهد، فريق التنظيم التابع لوزارة الثقافة ودار الأوبرا لم يكن يتناسب على الإطلاق وهذا الختام الضخم لمهرجان القلعة، ولا يكاد يُرى أفراده ومسئوليه.

جمهور مهرجان القلعة عبر دوراته المتتابعة؛ جمهور مختلف، جمهور بطعم مصر، فمن الساحل الشمالى إلى دار الأوبرا، وحتى حفلاته خارج مصر، يبقى تفاعل وتذوق جمهور مهرجان القلعة مع الموسيقار عمر خيرت وموسيقاه مختلفاً ومميزاً، لذلك فهذا الجمهور الكبير يستحق تنظيماً جيداً. هذه ليست المرة الأولى التى أحضر فيها للموسيقار عمر خيرت، إلى جانب حفلات دار الأوبرا المصرية، كان من أفضل الحفلات حضوراً وتنظيماً، الحفل الذى نظمته دار القوات الجوية عام 2019، لذلك أتمنى أن تشرف القوات المسلحة المصرية بما تمتلكه من قدرات كبيرة، على تنظيم مهرجان العام القادم، وأن يكون التنظيم الفنى والثقافى منوطاً به وزارة الثقافة ودار الأوبرا. خاصة وأن القوات المسلحة لها تواجد داخل القلعة ممثل فى إدارة المتاحف العسكرية والمتحف الحربي، كما أنها خلال السنوات الماضية أشرفت على تنظيم عديد الفاعليات الرياضية والثقافية والسياسية بكفاءة تامة.

فى الطريق لمعركة الوعى وتعزيز المناعة الوطنية، والهوية المصرية؛ نحن فى حاجة ماسة لرفع الذوق العام من خلال نشر الثقافة والموسيقى، التى كانت بدايتها مع  الإذاعة المصرية التى افتتحت عام 1934، والتى لعبت دوراً رئيسياً فى رعاية الموسيقى والغناء، وكذلك التليفزيون منذ بدايته عام 1960م، وفترات نجاحه وازدهاره وعصره الذهبى فى الثمانينيات والتسعينيات حينما كان تجمع الأسرة أمام التليفزيون طقس يومى ثابت، كذلك دعم مجالات مجالات السينما والمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والتشكيلية وأنشطة الطفل، وخدمات المكتبات، وهذا كله لن يتحقق الإ من خلال عودة الروح لأدواتنا الثقافية المختلفة فى جميع محافظات وربوع مصر، على رأس تلك الأدوات بيوت وقصور الثقافة، المكتبات العامة، نريد مهرجانًا يحاكى مهرجان القلعة فى كل محافظة، خاصة وأن مصر تذخر بالعديد والعديد من الأماكن والمواقع التاريخية التى يمكن أن تستضيف مثل تلك الأحداث الثقافية الهامة. لذلك يستوجب على الجميع مؤسسات عامة وخاصة دعم صناعة الثقافة المصرية، وأن يكون منطلقات هذا الدعم ما نصت عليه رؤية مصر 2030 للثقافة المصرية، من أن دعم الصناعات الثقافية هو مصدر قوة للاقتصاد، وأن ذلك يتحقق من خلال «تمكين الصناعات الثقافية لتصبح مصدر قوة لتحقيق التنمية وقيمة مضافة للاقتصاد المصرى بما يجعلها أساساً لقوة مصر الناعمة إقليمياً ودولياً».

حفظ الله مصر منارة الفن والعلم والثقافة.