عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

الكثير منا لا يعلم أن هناك فرقا ما بين الرزق والبركة فى الرزق، وشتان ما بين الاثنين! فالرزق كما هو معلوم قد يتمثل فى أشياء مادية وقد يتمثل فى أشياء معنوية، أشياء مادية ملموسة كالسيارة والمال والأزواج والذرية الصالحة والوظيفة، وهناك رزق معنوى يتمثل فى رزق الصحة والعافية ورزق يعادل كل أنواع الرزق وهو رزق الرضا بقضاء الله وقدره ورزق القناعة ورزق الأشخاص الطيبة، ورزق السعادة، وهناك رزق يتمثل فى صورة مواهب كموهبة الحديث والقدرة على الإقناع ورزق القبول بين الناس، قد يتفاوت الناس فى النعم والأرزاق، ولكن هناك رزق الحكمة ومن أتاه الله الحكمة فقد أتاه خيرًا كثيرًا، قد لا أستطيع عدّ نعم ورزق الله على عباده لأنها لا تُعد ولا تُحصى، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، فاكتفيت بذكر بعض الأمثلة للتوضيح وليس أكثر! أما البركة فى الرزق فأمر مُختلف، البركة تمنحك السعادة بهذا الرزق، البركة تجعلك تسعد بالعمل البسيط الذى ليس فيه جاه وعلو، وبدون البركة تشعر بالحزن والضيق ولو عملت بمنصب به جاه وسلطة! فالبركة جند خفى من جنود الله إذا حلَّت على مال قليل جعلته كثيرًا.

سمعت فى الأيام الماضية عن قصص أبطال حولوا المحنة لمنحة وجعلوا من الإعاقة طاقة وارادة جعلتهم يحققون بطولات ويصلون لأهدافهم ووصل الحال لدى البعض أنه يحمد الله كثيرًا على تلك المحنة، وسوف أسترشد بنماذج ملهمة من أرض الواقع استطاعوا أن يتحدوا الظروف، أول قصة إلهام: الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة التى تعرضت لحادثة أثناء السباحة أدى إلى إصابتها بشلل رباعى وهى فى عمر 13 عاما، ولكن لم يمنعها ذلك من الوصول للهدف مما جعلها أستاذة علم اللغة الألمانية وحصلت على الماجستير والدكتوراه فى اللغويات التطبيقية الألمانية غير أنها عضو تدريس فى جامعة 6 أكتوبر والوحيدة على الكرسى المتحرك، مما ضربت أروع الأمثلة على أن الإنسان يكون مميزا وفريدا من نوعه حتى لو كانت الإعاقة هى من جعلتك مميزًا.

ننتقل للنموذج الثانى التى تغلبت أيضاً على إعاقتها بل تحمد الله كثيرًا وتعتبر ما حدث لها فضلا وكرما من الله، وهى النائبة هند حازم عضو مجلس النواب واعتبرت الحادثة التى تعرضت لها والتى أدت إلى شلل رباعى بداية حياتها ولُقبت بالسمكة الذهبية وحققت بطولات وما زالت تحقق.

ننتقل للبطلة أم الأبطال النائبة ندى الألفى عضو مجلس النواب التى تولت رعاية ابنها والتى تعتبر هدية من الله ولم تستخدم لقب ابتلاء بل نعمة من الله، وتعلمت من ابنها الكثير من الصبر والرضا والقناعة وصبرت على ابنها حتى تعلم الكلام بعد أن ظل حتى العام الثالث لم يتكلم وكان السبب فى جعلها تنشئ مؤسسة لرعاية ذوى الهمم وتولت ذل الملف لأن خير من يتولاه هو من شعر بالمعاناة.

وما يجمع بين هؤلاء وغيرهم من الأبطال الابتسامة الدائمة التى لم أرها فى الكثير، ليضربوا أروع الأمثلة على أن الرزق الحقيقى متمثل فى الرضا والقناعة، وأن الله يعوض بأشياء لا تُرى فقط بل تضىء، وما أخذ الله إلا ليعوض وقد يظن البعض عند تعرضه للابتلاء أيا كان نوعه أنها النهاية ثم يكتشف أنها البداية لحياة جديدة.

-

عضو مجلس النواب