عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة

 

 

لأول مرة فى تاريخ الصحافة والقضاء معاً احتجبت «الوفد» عن قرائها بفعل فاعل.. وفى المساء تحررت من الأسر بحكم القضاء.

لماذا صودرت جريدة «الوفد»؟.. سؤال تردد على ألسنة الناس.. هناك 400 ألف مواطن فى يد كل منهم 10 قروش لشراء صحيفة «الوفد» ولكن «الوفد» لم تظهر.

فى ذلك الوقت كانت النسخ المطبوعة من صحيفة «الوفد» وكان المانشيت الرئيسى «اختفاء الأسلحة والمستندات التى ضبطت فى قضية تنظيم الجهاد» تقضى فترة الأسر تحت حراسة مشددة من رجال الشرطة ضباطاً ومخبرين وعساكر وأمناء شرطة يحملون مسدسات وبنادق آلية وأجهزة لاسلكى.

كانت تلال الصحيفة ترتفع فى شموخ وكأنها تتحدى.. تشغل المساحة العظمى من جراج توزيع الأخبار..

وفى الساعة التاسعة والنصف من مساء الأربعاء الموافق 11 من أبريل لعام 1984 دق جرس التليفون فى بيت فؤاد سراج الدين كان المتحدث اللواء محمد طنطاوى مدير مباحث أمن الدولة، والذى أبلغ رئيس الوفد بقرار منع الجريدة من التوزيع لنشرها خبرًا محظورًا وأنه فى الإمكان الرجوع عن القرار إذا تم رفع الخبر، وكان رد فؤاد سراج الدين باترًا وقاطعًا قال: إننى لا أملك رفع خبر من الجريدة أو نشره فيها، لأن هذا من اختصاص رئيس التحرير وحده.. ثم لماذا لم تبلغ الجريدة بقرار حظر نشر القضية؟.

ثم عندما تطلب منى إعادة طبع الجريدة بعد حذف الخبر فمعنى ذلك أنك تريد منى أن أطلق النار على الصحيفة وأقتلها.

كان قرار فؤاد سراج الدين حاسماً وقاطعاً..

فى ذلك الوقت كان الأستاذ مصطفى شردى فى بورسعيد وقبيل منتصف الليل وجد إشارة بضرورة الاتصال بالمقدم حمدى عبدالكريم مسئول شئون الصحافة بمباحث أمن الدولة..

وأبلغ حمدى عبدالكريم الأستاذ شردى بضرورة حذف المانشيت من الصفحة الأولى، فرد عليه الأستاذ بأن هذا مستحيل خاصة بعد انتهاء طبع العدد وأن مبدأ الحذف مرفوض ما دمنا لم نبلغ بقرار الحظر.. فقال عبدالكريم إذن لا مفر من المصادرة، فقال له الأستاذ شردى افعل ما شئت، فرد عبدالكريم: سنصادر العدد وأنت مطلوب فى محكمة جنوب القاهرة صباح غد الخميس..

فى الساعة التاسعة من صباح الخميس 12 أبريل 1984 اكتظت المحكمة بعشرات المحامين الجهابذة والصحفيين..

وبدأت وقائع المحاكمة فى غرفة مكتب المستشار على جمجوم وحضر المتهم مصطفى شردى ومن حوله عشرات المحامين وفى مقدمتهم إبراهيم باشا فرج والدكتور نعمان جمعة والأستاذ عبدالعزيز محمد..

واتهم ممثل الادعاء الجريدة بأنها كانت على علم بحظر النشر وتمادى فى مرافعته ضد الأستاذ والصحيفة..

ثم تحدث ممثل الدفاع الدكتور نعمان جمعة ودافع بقوة وبالحجة والقانون ثم دافع الأستاذ عبدالعزيز محمد بقوة وبالقانون، وتحدث عن الحرية وكيف يتعامل النظام مع الحرية وكأنها منحة منه للشعب.

ثم تحدث إبراهيم باشا فرج سكرتير عام الوفد ودافع بصفته محامياً وتساءل كيف يمكن محاسبة صحيفة على قرار لم تبلغ به بأى شكل من الأشكال..؟! وأعلن القاضى عن أن الحكم آخر الجلسة..

مرت الساعات بطيئة ثقيلة والقاضى لا يزال عاكفاً على مكتبه وفى الساعة الثامنة مساء بعد 11 ساعة بالتمام والكمال، قرر المستشار جمجوم رئيس المحكمة إلغاء أمر الضبط والإفراج عن العدد المضبوط من جريدة «الوفد» وجميع النسخ المتحفظ عليها..

وفى خلال ساعات انطلقت سيارات الأخبار لتوزيع «الوفد» لتكون بين يدى قارئها صباح الجمعة 13 من أبريل 1984..

وانتصرت إرادة «الوفد» وانتصرت الحرية.. تحيا مصر.. وعاش الوفد ضمير الأمة.