رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام جرئ

 

تلقيت دعوة كريمة من الصديق العزيز الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية للمشاركة فى احتفال الجامعة بتكريم المتفوقين فى الثانوية العامة وتسليمهم شهادات المنح الدراسية التى تحرص الجامعة منذ إنشائها على رعاية المتفوقين واحتضانهم داخل أروقة الجامعة لحين تخرجهم وبعد التحاقهم بفرص العمل المرموقة فى مختلف المجالات.. واستمعت إلى نماذج مشرفة من أبنائنا وهم يتحدثون عن مسيرتهم منذ تفوقهم فى الثانوية والتحاقهم بالجامعة وتخرجهم منها وكيف حققوا أحلامهم وأمانيهم ورغباتهم فى الكلية التى التحقوا بها بإرادتهم الحرة وبرفضهم لما سمعوه من ذويهم وأصدقائهم من كلمات الاستغراب والاستهجان بالقبول فى كلية من الكليات التى تقبل أصحاب المجاميع المنخفضة بينما هم من أوائل الثانوية العامة الحاصلين على أعلى مجموع يتيح لهم القبول بما يسمى كليات القمة ومنها الطب والصيدلة وطب الأسنان والهندسة والاقتصاد والعلوم السياسية، كما أنه يحقق الذات الاجتماعية للأسرة التى تريد ابنها أو ابنتها حاصلة على لقب دكتور أو دكتورة أو مهندس أو باشمهندسة.. وأعتقد أن أسرة الابن أو البنت المتفوقة فى الثانوية العامة لا يجوز لها أن تلتحق بكلية أخرى سوى كليات القمة ويعتبرون التحاق ابنهم أو ابنتهم المتفوقة فى الثانوية بكلية أخرى غير كليات القمة جريمة أو سبة فى جبين المتفوق وعارا عليه لأنه خالف رغبة الأسرة والموروث الاجتماعى الخطأ وهو الحصول على لقب الدكتور فلان إللى راح فين وجاى منين أو المهندسة فلانة إللى رايحة فين وجاية منين.. وعندما يخرج الابن أو الابنة عن طوع أبيهم ويرون أن طموحهم ورغباتهم وأحلامهم فى الالتحاق بواحدة من الكليات مثل الحقوق مثلا تقوم الدنيا ولا تقعد ويعتبرون الابن أو الابنة لا يعرفون مستقبلهم ولن يفلحوا فى المجال الذى يحبونه ويحرمونهم من الفشخرة والتفاخر الاجتماعى المزيف بأن ابنى فلان دكتور أو مهندس وبنت فلانة دكتورة أو مهندسة وعندما يتخرج الابن أو البنت ويجلس فى المنزل أو يفشل فى الكلية يعلق الابن أو الابنة كل ذلك فى رقبة أبيه أو أمه لانه التحق بالكلية الفلانية ليحقق رغبتهم ويرضيهم ولم يتركوا له الفرصة الالتحاق بالكلية التى يحبها ويرى نفسه ويحقق ذاته ويتفوق فيها.. حدث هذا مع نموذج مشرف من أوائل الثانوية العامة قسم أدبى قدمت لها الجامعة الألمانية منحة دراسية واختارت بإرادتها ورغبتها الالتحاق بكلية الحقوق بالجامعة الألمانية وكانت النتيجة استمرار التفوق وامتدادها طوال سنوات الدراسة بالكلية بل تتويجه بالتعيين معيدة فى الكلية وحصلت على أفضل لقب وهو الدكتورة بل وحصلت على مكانة اجتماعية مرموقة وحققت حلمها وتعيش سعيدة فى حياتها ونقلت هذه الطالبة تجربتها المشرفة بالجامعة الألمانية إلى زملائها المتفوقين فى الثانوية العامة والمتقدمين للالتحاق بالجامعة.. للأسف مجتمعنا مصاب بأمراض وموروثات خطيرة تجاه رغبات وطموحات أبنائنا ومنها أن معيار التفوق والمجاميع العالية لا يجوز له الاقتراب من أى كلية أخرى سوى الطب والصيدلة وطب الأسنان والهندسة وهذا جرم كبير نرتكبه فى حق أبنائنا وأقول لكم أن نموذج أول الأدبى منذ أربع سنوات حصلت على منحة من الجامعة الألمانية والتحقت بكلية الحقوق خير مثال تقتدون به.. اتركوا أبناءكم يحققون أحلامهم وذاتهم ولا تكونوا حجر عثرة فى طريقهم ولا تضع الأغلال فى أعناقهم واتركوهم يختارون مستقبلهم بإرادتهم مع تقديمه النصيحة منكم لهم وليس إجبارهم أو الضغط عليهم من أجل تحقيق موروث اجتماعى زائف ومن أجل الفشخرة الكدابة.

 

[email protected]