رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

 

 

مثلما نتحدث عن جامعة القاهرة باعتبارها الجامعة الأم ورمز الحياة الجامعية فى مصر، ففى الصعيد يعتبرون جامعة أسيوط هى الجامعة الأم لأنها الأولى فى محافظات الوجه القبلى، ودائمًا ينظر اليها على أنها أول باب تنوير حقيقى فى الصعيد، ومن هذا الباب خرجت عقول وأفكار ساهمت فى تغيير المجتمع، ولا ينكر أحد الدور الكبير الذى لعبته جامعة أسيوط فى مواجهة التطرف وتيارات التكفير على مدى أربع عقود، كما لا يمكن أن نغفل عن إسهامها الواضح فى تغيير جزء مهم من ثقافة المجتمع الصعيدى، بل ولا نبالغ إذا قلنا إن جامعة اسيوط كانت من أولى الجامعات التى اهتمت بتطوير البيئة المجتمعية المحيطة بها ولكل هذا وللمكانة الخاصة التى تحتلها اسيوط بين الجامعات المصرية فغالبًا لا يصل إلى رئاستها سوى علماء كبار وأصحاب أفكار مبدعة ولهم بصمات فى تخصصاتهم، ومنذ أيام غادر واحد من هؤلاء العلماء وهو الدكتور طارق الجمال موقعه فى رئاسة الجامعة ليسلم الراية إلى من يكمل الرسالة التى تؤديها الجامعة.

الجمال ليس فقط واحدا من علماء مصر الاجلاء باعتباره أحد أبرز جراحى العظام، وإنما أيضا هو صاحب تاريخ مشرف إداريًا وأثبت خلال رئاسته للجامعة قدرات قيادية عالية فقد استطاع على مدى أربع سنوات أن يقدم الكثير سواء على المستوى الأكاديمى وتطوير نظام الدراسة والمناهج والارتقاء بالمستوى البحثى بما جعل الجامعة منافسا قويًا فى التصنيفات العالمية المختلفة للجامعات أو فى إطار الارتقاء بمهارات طلاب الجامعة وخلق كوادر شبابية مؤهلة مهنيًا وثقافيًا وسياسياً.

ولأنه طبيب مرموق وصاحب مشروع حقيقى فى مجاله فقد شهد القطاع الطبى للجامعة خلال رئاسته طفرة غير مسبوقة سواء إنشاء مدينة طبية متكاملة تخدم أكثر من 2 مليون مواطن سنويًا وتضم أكبر مستشفى للإصابات والطوارئ على مستوى الجمهورية بدأ تشغيل المرحلة الأولى منها بتكلفة تجاوزت مليار جنيه وكذلك تأسيس أول مركز طبى للجراحات الميكروسكوبية وجراحات اليد لتدريب الاطباء على ذلك النوع من الجراحات الدقيقة باستخدام احدث الأجهزة والنظم العالمية.

وفى قطاع التعليم والطلاب تم إنشاء اكبر صالة امتحانات إلكترونية على مستوى الجامعات المصرية تتسع لعشرة الآلاف طالب وكذلك تفعيل جهود الجامعة فى تحقيق التحول الرقمى لخدمة الطلاب عن طريق اطلاق خدمات الكارت الذكى وتطبيق نظام الاسطوانات الإلكترونية فى تقديم المقررات الدراسية كبديل للكتب الورقية.

وفى قطاع الدراسات العليا والبحوث تم إنشاء 3 معاهد بحثية جديدة، معهد دراسات وبحوث البيولوجيا الجزيئية ومعهد بحوث تطوير وابتكار الدواء ومعهد علوم المواد والنانوتكنولوجى فى إطار تجهيز اكبر مجمع بحثى على مستوى الجامعات المصرية لأثراء الحركة البحثية وتشجيع الدراسات البينية، فضلاً عن عقد شراكات علمية هامة مع كبرى جامعات العالم مثل لويزفيل أو فيرجينيا لطرح درجات علمية مشتركة سواء للطلبة الجامعيين أو الباحثين فى مرحلة الدراسات العليا.

وفى قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة كانت ثمرة ما قدمته الجامعة خلال أربع سنوات فوزها بالمركز الثانى كأفضل جامعة مصرية صديقة للبيئة فى مسابقة وزارة التعليم العالى ودعم الدور المجتمعى للجامعة ومساهمتها بفاعلية فى مختلف المبادرات الرئاسية والتى تتضمن 100 مليون صحة وتطوير القرى الأكثر فقرًا وحياة كريمة وصنايعية مصر.

كل هذا بفضل رؤية امتلكها الدكتور الجمال وكانت لديه الإرادة لترجمتها إلى واقع لأنه لم يتعامل مع المنصب كوجاهة وانما كتكليف ومهمة وطنية يجب أن يقدم فيها ما يخدم بلده ويرتقى بمستوى الجامعة بل والمجتمع الاسيوطى والصعيدى بشكل عام، وأظن أن ما اضافته الجامعة خلال هذه السنوات الأربع للبحث العلمى وتنمية المجتمع كثير ويستحق أن يفخر به الدكتور الجمال الذى وأن كان انهى مهمته القيادية للجامعة فإنه سيعود مرة أخرى لدوره ورسالته فى مدرجات كلية الطب ليقدم لنا أجيال من الجراحين المتميزين للمستقبل، فتحية للجمال على ما قدمه وما بذله من جهد مخلص وتحية لكل مصرى يخلص فى عمله حريص على أن يكون جزءا من البناء والنجاح.