رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة

عندما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن المواطنة بمفهومها الصحيح وجد صدى وتجاوبا كبيرا بين فئات الشعب المختلفة وأقيمت الندوات لتؤكد أن المواطنة هى السبيل الوحيد لانصهار المجتمع فى بوتقة واحدة..

والمتابع لتاريخ مصر الحديث يجد ان المواطنة من نتاج ثورة 1919 التى قادها سعد زغلول ضد قوات الاحتلال الانجليزى المستعمر الغاشم..

لقد كانت ثورة 1919 سلسلة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية فى مصر عقب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الوفد المصرى الذى كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسيين المصريين، كنتيجة لتذمّر الشعب المصرى من الاحتلال الإنجليزى وتغلغله فى شؤون الدولة بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على مصر.

بدأت أحداث الثورة فى صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات فى أرجاء القاهرة والإسكندرية والمدن الإقليمية، تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، استمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت فى أكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسية لم تنقطع واستمرت إلى عام 1922، وبدأت نتائجها الحقيقية تتبلور عام 1923 بإعلان الدستور والبرلمان.

أهم ما يميز ثورة 1919 أن الشعب المصرى انصهر فى بوتقة واحدة واصبح عنصرا الأمة عنصرًا واحدًا وظهر شعار جديد التف حوله جموع الشعب المصرى وكان عنوانه الدين لله والوطن للجميع..

وكان ويصا واصف باشا الذى ولد فى طهطا عام 1873م وتوفى فى القاهرة عام 1931 وكيلًا لمجلس النواب فى حياة سعد زغلول ورئيسًا له فى حياة مصطفى النحاس، وجلس على المقعد الذى جلس عليه أحمد مظلوم باشا وسعد زغلول ومصطفى النحاس ومحمد توفيق باشا وأحمد ماهر باشا وبهى الدين بركات وعبدالسلام فهمى جمعة ومحمد حامد جودة، وفى عهد وزارة النحاس الثانية من أول يناير 1930 إلى 19 يونيو 1930.

ولويصا واصف باشا موقف سجل فى التاريخ بأحرف من نور عندما جاءت لجنة دستور 23 وكان عدد اعضائها 30 عضوا من مختلف الأحزاب وارد احد الأعضاء ان يعطى تميزا للاخوة المسيحيين من خلال الدستور وطالب ان يكون لهم كوتة محددة داخل مجلس الشيوخ فاعترض ويصا واصف باشا قائلا: لم يفرقنا رصاص الانجليز ويفرقنا الدستور.. ورفض ويصا باشا هذا التميز الذى يصنف الأمة بين مسيحى ومسلم..

كانت ثورة 1919 هى الشرارة الاولى التى رسخت مبادئ المواطنة وللاسف اندثرت هذه المبادئ فى وقت ظهور الجماعات الطائفية المسلحة وغير المسلحة وقد عانت الدولة كثيرا فى مواجهة هذه الفئات الظلامية إلى ان جاءت ثورة 30 يونيو بقيادة شعب مصر كله وتوجها جيش مصر العظيم بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتنقذ مصر وشعبها من هؤلاء المعتدين..

ومن هنا ظهرت المواطنة جلية فى ازهى صورها لأنها علاقة متبادلة بين المواطنين والدولة ويقدّمون لها الولاء؛ ليحصلوا فيما بعد على حقوقهم المدنية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية.

وتعكس المواطنة قيمة الحرية فى الحصول على حق حرية الاعتقاد الدينى، وحرية ممارسة الشعائر التى تتناسب مع هذا الاعتقاد، بالإضافة إلى حرية التنقل، والتعبير عن الآراء حول مشاكل الوطن والحلول الممكنة.

وكانت دعوة السيسى بضرورة بث روح المواطنة لإعادة الوئام والتسامح والانصهار بين الشعب المصرى كله تحت مفهوم الدين لله والوطن للجميع..

Facebook.com/mehawed