رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

علق طلعت حرب على كتاب قاسم أمين وأفكاره قائلًا :» أول شيء طرأ على ذهننا حين قرأنا الكتاب «تحرير المرأة»، ورأينا الناس أخذت تسلق حضرة المؤلف بألسنة حداد ويحملون عليه وعلى كتابه حملات لم نتعودها على مؤلف غيره من قبل أنه لا بد فى الأمر من شيء مهم حمل الناس على ذلك إذ لا يمكن أن يجتمع كل الناس على ضلالة فأخذنا نسأل ونتساءل ونبحث ونتناظر حتى علمنا أن هياج الرأى العام على المؤلف ناتج مما هو راسخ فى أذهانهم من أن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوروبا من قديم الزمان لغاية فى النفس يدركها كل من وقف على مقاصد أوروبا بالعالم الإسلامي، ثم يقول: إن الدين الإسلامى لا يمنع مطلقًا من تعليم المرأة وتربيتها وتهذيبها بل هو يحض على ذلك ويأمر به».

وبالرغم من موقف طلعت حرب من دعوات قاسم أمين وكتاباته، إلا أن نقطة الخلاف كانت فى فكرة السفور الذى كان يعتبره البعض عائقاً لحرية المرأة وطالب بإزالته، فكان طلعت حرب يعتبر أن القضية الرئيسية لا تتعلق بحجاب المرأة إنما فى تعليمها والتى أشار إليها فى كتاب «تربية المرأة والحجاب»، وبالرغم من أفكار طلعت حرب التى أعتبرها البعض نوعاً من الرجعية إلا أن البعض وصفها بأنها تميل إلى الاعتدال.

فلم تكن خصومته الفكرية مع قاسم أمين على قضية التحرير الأدبى للنساء وإنما كانت تتمركز حول مخاطر هذه الطفرة الطارئة التى لا مبرر لها فى حياة النساء وما وراء هذه الطفرة من شر قد يستغله الدخلاء لتحقيق مصالح مادية ومعنوية، خاصة وأنه يعتبر أن قاسم أمين قد انطلق فى قضية تحرير المرأة من المرجعية الغربية التى تسعى للنيل من الهوية الإسلامية.

وبعد نحو 30 عاما من تلك المعركة الفكرية مع «أمين» اختلف رأيه وسارت كل أفعاله عكس اتجاه ما يقول، فكان أول الداعمين للسيدة لطيفة النادى، أول سيدة تقود طائرة وتحلق بها وحدها عام 1933، بل وبدأ اقتحام عالم التمثيل والسينما عام 1925، لاعتقاده بأن الفنون صناعة وطنية أصيلة.

وقام الاتحاد النسائى فى أبريل من عام 1928 بالاحتفال بالذكرى العشرينية لذكرى قاسم أمين بمسرح حديقة الأزبكية، وتم دعوة طلعت حرب لها وقبل الدعوة، وعند وصوله للحفل ورغم حسن التنظيم إلا أنه سأل المنظمين «وأين أماكن النساء؟»، وهو ما فسره المفكرون أن طلعت حرب ليس لديه اتجاهات سلبية نحو نشاطات المرأة، إنما كان يستهدف المحافظة على العادات والثوابت الموجودة بالمجتمع، واستشهدوا بقرار طلعت حرب بضرورة المشاركة النسائية الدائمة فى جميع حفلات بنك مصر واجتماعاته.

وفى  عام 1934 أنشأ طلعت حرب استديو مصر- أول مصنع عربى شرق أوسطى لإنتاج الإبداع- قائلا فيما يشبه النبوءة: «أصبحت السينما قوة هائلة من قوى العصر الحاضر، قد تناطح الصحافة وقد تسبقها بعد حين»،

ويعد استديو مصر  أحد أهم الصروح الفنية العربية، بما شكله من ثقل فنى وعراقة تاريخية وغزارة بشرية وتقنية، حتى عرف بأنه «أول مصنع أفلام عربى متكامل»و المدرسة الأولى التى تخرج فيها كل العاملين فى الحقل السينمائى حاليا وسابقا، وكان نقطة تحول رئيسية فى صناعة السينما العربية.

و أرسى قواعد العمل السينمائي، وتوالى من خلاله إنتاج الأفلام عاما بعد عام، وكثر عدد المشتغلين فى هذا الحقل الجديد، معلنا بداية مرحلة مهمة فى تاريخ صناعة السينما وسحبها من أيدى الأجانب وتركيزها فى يد المصريين وأشقائهم العرب, وتخرج فى الأستوديو أجيال عديدة من السينمائيين.

[email protected]