رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رسالة حب

 

 

 

منذ ساعات قليلة بدأ الرئيس الأمريكى جو بايدن زيارته الأولى لمنطقة الشرق الأوسط وسط اهتمام عالمى غير مسبوق.. الاهتمام والصخب والضجيج الذى سبق موعد الزيارة ومازال حتى الآن له أسبابه الواضحة.. فهذه الزيارة التى تعد الأولى منذ عام ونصف تعد انقلابًا على ما أشاعه بايدن من مواقف حادة تجاه المنطقة ودولها.. وتأتى فى توقيت حرج وأحداث مزلزلة يعيشها العالم فى أعقاب الحرب الروسية - الأوكرانية.. كما تتضمن ملفات ساخنة لا أعتقد أن سيد البيت الأبيض سيكون قادرًا على حسمها فى هذه القمة التى سعى إليها بعد مواقف متعجرفة استمرت فترة طويلة.

وتمر هذه القمة عبر محطتين، الأولى فى فلسطين والأراضى المحتلة والثانية فى جدة العاصمة الثانية للمملكة العربية السعودية.

ليس من عادة رؤساء أمريكا أن يمهدوا لزياراتهم الخارجية بمقالات مكتوبة فى الصحف الأمريكية.. ولكن ما حدث فى هذه الزيارة يعد أمرًا غير مسبوق منذ الرئيس الأمريكى نيكسون أول رئيس زار المملكة العربية السعودية.. فقد استبق الرئيس بايدن زيارته بمقال فى صحيفة الواشنطن بوست بعنوان «لماذا سأذهب إلى السعودية»، وهو المقال الذى أحدث ضجة كبرى سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

ويبرز هذا المقال قوة السعودية ودورها الريادى فى المنطقة..

نزل الرئيس الأمريكى من كبريائه ورضخ للمملكة وملكها، وأيقن أن موقفه المتعنت سيكلفه الكثير. قال بايدن فى مقاله كان هدفى هو إعادة توجيه العلاقات - وليس قطعها - مع دولة كانت شريكًا استراتيجيًا لمدة 80 عامًا.. هنا أدرك بايدن الحقيقة.. واليوم فقط يعترف بها، وهو أن المملكة دولة محورية استراتيجية لا يمكن مقاطعتها.. واليوم فقط أدرك أن السياسة التى انتهجها ولى العهد السعودى خلال الفترة الأخيرة أجبرته على التلاعب بالألفاظ ويتحدث عن توجيه العلاقات وليس قطعها.

أدرك الرئيس الأمريكى أن المملكة بلد كبير لها ثقل فى المنطقة وتملك اقتصادًا قويًا وسلاحًا أقوى وهو سلاح البترول الذى يسعى بايدن فى زيارته إلى إقناع المملكة بزيادة إنتاجه.. أدرك بايدن أن العلاقات التى تربط بين أمريكا والسعودية، والتى تعود إلى ثمانية عقود منذ لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس روزفلت هى علاقة لا يستطيع أى رئيس أن يغير فيها. أدرك بايدن أنه يحتاج المملكة أكثر من أى وقت مضى.. وأن ما يخطط له من حلف جديد فى أعقاب الحرب الدائرة حاليًا لن يمر إلا من محور القاهرة - الرياض.

أعجبنى ما قاله الأمير السعودى عبدالرحمن بن مساعد تعقيبًا على عودة الرئيس الأمريكى إلى الثوابت وحضوره إلى جدة بعد طول غياب.. قال الأمير السعودى إن تأتى متأخرًا خيرًا من ألا تأتى أبدًا، وهى مأخوذة من المثل الشهير أن تصل متأخرًا خيرًا من ألا تصل أبدًا.. وقال الأمير السعودى أيضًا: أنا متأكد أن السعودية ستقدم للصديق الأمريكى ما يعزز الشراكة بين البلدين إذا أرادت قيادتنا ذلك، وإن رأت فيما يطلبه الأصدقاء الأمريكيون أمرًا يتعارض مع مصلحة السعودية فسيسمع السيد بايدن كلمة لا وأسبابها بوضوح شديد.

هذا ما حدث قبل قمة جدة المرتقبة.. أما وقائع القمة ونتائجها المتوقفة على محور القاهرة - الرياض فهذا ما ستكشف عنه الساعات القادمة.