رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

يمكنك العودة إلى الأرشيف بكل أنواعه بما فى ذلك البحث على Google لتعرف كيف كانت المشاعر العربية والمصرية فى القلب منها، لحظة نطق المحكمة الدولية فى سويسرا بـ«مصرية طابا». وطابا كانت منطقة محتلة من جانب الكيان الصهيونى منذ حرب يونيو ٦٧. ورغم توقيع اتفاقية كامب ديفيد إلا أن الصهاينة رفضوا أن يسلموا لنا هذه المنطقة، فتقرر اللجوء إلى التحكيم الدولى. حتى ذلك الحين، زمن الرئيس مبارك، لم تكن السلطة قد شاخت فوق مقاعدها، فقد كانت القامات المصرية لا تزال موجودة وعفية، من الرجل الذى صاغ الجملة (السلطة شاخت) وهو الأستاذ هيكل، إلى قامات من وزن الدكتور وحيد رأفت (نائب رئيس حزب الوفد آنذاك) والدكتور نبيل العربى رئيس الفريق والدكتور مفيد شهاب والدكتور يونان لبيب رزق واللواء عبدالفتاح محسن والفريق كمال حسن على والدكتور حامد سلطان وغيرهم، وهؤلاء هم أساطين القانون الدولى والتاريخ والذين خاضت بهم مصر معركة قانونية ودبلوماسية بالوثائق والتاريخ والجغرافيا والمساحة لاسترداد هذه «الشرفة الصغيرة» المطلة على خليج العقبة، والتعبير للأثرى د. عبدالرحيم ريحان. فريق عمل جبار أجبرت معه إسرائيل على التخلى عن أحلامها فى طابا (وهى مدينة مصرية تتبع محافظة جنوب سيناء وتقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى. بلغ تعداد سكانها أثناء معركة التحكيم 3000 نسمة، وتبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريباً، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كم).

- أظننا سنحتاج لمثل هذا الفريق، إن لم تقدم السلطات الإسرائيلية كل ما يلزم، لتلبية مطالب مصر بتوضيح ما حدث لـ٢٠ جندياً مصرياً، فى جريمة اهتزت لها الأفئدة والضمائر، فى أعقاب الكشف عنها. البشاعة التى ارتكبت بها الجريمة، والتعاطى الإسرائيلى معها على مدى ٥٥ عامًا يكشف أن هذا نهج اعتادته إسرائيل وتكرر فى كثير من مذابحها. التى تمت بمنتهى الوحشية والخسة.. ما زلنا نذكر مذبحة بحر البقر التى دمرت فيها مدرسة أطفال مصرية فى البحر الأحمر، ومذابح قتل العمال المصريين فى أبوزعبل بالنابالم الحارق، ومذابح دير ياسين وقانا وصابرا وشاتيلا.. إلخ. تاريخ إسرائيل حافل فى هذا القتل والحرق الترويعى الإرهابى، بعيداً عن ساحات القتال. هذه المرة يكشف الإعلام الإسرائيلى عن قيام جيش الاحتلال عمداً بإحراق ودفن جنود مصريين. الصحفى الإسرائيلى يوسى ميلمان قال إنه بعد ٥٥ عامًا من الرقابة الشديدة يمكننى أن أكشف عن أن ما لا يقل عن ٢٠ جندياً مصرياً قد أحرقوا أحياء وتم دفنهم بالجرافات، وبعد أن تم نهب ممتلكاتهم الشخصية ببشاعة وبوحشية من قبل الجيش الإسرائيلى فى مقبرة جماعية بمنطقة اللطران قرب القدس عام ٦٧.. تعمدوا عدم وضع علامات عليها فى أسوأ انتهاك لمواثيق الحرب.

 الرئيس تحدث مع رئيس وزراء إسرائيل والخارجية المصرية تتابع، وهناك تعهدات إسرائيلية بإجراء تحقيق فى المأساة المروعة، ومن هنا فلنكن على استعداد لكل التطورات بما فى ذلك اللجوء إلى الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية، فلا بد من استعادة «رفات» الجنود والحصول على «تعويضات» عن هذه الجريمة. إنه حريق آخر لن تُطفأ ناره فى القلوب.. بمرور أيام أو سنين.