عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

لولا الرئيس السيسى ما اجتمع أطياف الشعب المصرى فى غرفة واحدة من اليمين لليسار للوسط لأعضاء النقابات للعمال والفلاحين وأصحاب المعاشات وكافة من يريد المشاركة فى حوار وطنى حول أولويات العمل الوطنى وصولًا إلى الجمهورية الجديدة التى تتسع للجميع. ولولا الاستقرار الذى تعيشه مصر فى ظل قيادة سياسية كانت تبنى وتحارب الإرهاب فى وقت واحد حتى على البناء وتم دحر الإرهاب ما كان هذا الحوار الديمقراطى دون سقف للقضايا التى يتم طرحها فى إطار الخلاف فى الرأى الذى لا يفسد للوطن قضية.

المهم فى الحوار الوطنى الذى ننتظره من جميع من جلسوا للحوار والمطلوب منهم هو جدية القضايا المطروحة لتعزيز ثقة المواطنين فى الحوار، الحوار الذى يعيد الاعتبار للعقل الجمعى ويجعله فاعلًا فى مناقشة الرؤى الوطنية، لأن فتح حوار بين المصريين بعد معاناة مع الإرهاب عقب ثورة 30 يونيو التى تمت فيها استعادة الوطن من عصابة فى حد ذاته مكسب لإعادة الناس إلى أن تتكلم وتبحث عن حلول للقضايا بعد تجاوز حالة الانسداد التى سبقت ثورة 25 يناير وأكمل عليها الإخوان بعد قفزهم على السلطة.

إن صدق الحوار والحديث بلسان الناس سيجعلان من الحوار قيمة، خاصة عندما يفرز الحوار آراء يتم التوافق عليها من المتحاورين ويتم عرض نتائجها على الرئيس السيسى باعتبارها مطالب الشعب لاتخاذ ما يراه فيها صالحًا للتطبيق.

تظل الإيضاحات التى قدمها الدكتور ضياء رشوان المنسق العام للحوار في أول اجتماع مهم، تبعث على الطمأنينة داخل نفوس المصريين عندما أكد أن حضور اجتماعات الحوار متاح لكل المصريين فى الداخل والخارج بدون دعوة باستثناء من شارك فى أعمال عنف، فى مقدمتهم تنظيم الإخوان بقرار جماعى من أعضاء الحوار، ومن لم يقبل أساس الشرعية والدستور.

 رد «ضياء» على كل ما كان يجيش من مخاوف فى صدور المصريين من أن يتسرب الإخوان إلى الحوار الوطنى، وسبقت كلام «رشوان» تصريحات الرئيس السيسى للإعلاميين أثناء افتتاح بعض مشروعات النقل عندما أكد أن كل أبناء الشعب المصرى مدعوون للحوار الوطنى عدا فصيل واحد ويقصد طبعاً جماعة الإخوان.

قضى الأمر، الحوار بدون ذئاب حاولت العودة إلى المسرح السياسى عن طريق التخفى فى صورة أرانب! هذا الفصيل الإرهابى الذى رفع السلاح فى وجه المصريين، وحرق الكنائس والمساجد والمصالح الحكومية، وأثار الفوضى وسحل الناس فى الشوارع لن يقبله المصريون فى العملية السياسية مرة أخري.

الإخوان نبذوا أنفسهم، عندما جعلوا العنف دستورهم بعد ثورة 30 يونيو، سجلهم حافل بالعمليات الإرهابية والتخريبية، ولم يتركوا طريقًا للدماء إلا وسلكوه، وأصبح لهم نصيب الأسد فى أهم القضايا التى شهدتها مصر أعقاب ثورة 30 يونيو.

الإخوان يحاولون الظهور فى صورة ضحايا هذه الأيام، صموا آذانهم عن الدعوة التى وجهها لهم السيسى يوم 3 يوليو عام 2013 لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ويتم الاحتكام للشعب، فإذا أتى بهم فأهلًا وسهلًا، وقرروا حكم الشعب بالقوة وعندما نجحت ثورة 30 يونيو فى إقصائهم تحولوا إلى الإرهاب لأنهم متأكدون أن الشعب المصرى لن يلدغ من جحر مرتين.

فى تصورى أن تحصل الظروف الاقتصادية على نصيب الأسد من المناقشات والطرح فى الحوار الوطني للبحث عن حلول للأزمة التى فرضتها الظروف العالمية على العالم كله، فغرض أى نظام سياسى هو تحسين أحوال الناس المعيشية، وتوفير حياة الرفاهية للمواطنين، ثم يتلوها الإصلاح السياسى والحديث عن الحريات ومدنية الدولة وتداول السلطة وحرية الإعلام. لابد أن يكون الحوار مناقشة وطرح رؤى وتصورات وأفكار يتم التعامل معها بالقبول أو الرفض، ثم تأتى المناقشة فى حد ذاتها فائدة كبيرة عندما تجلس كل الأطياف للاتفاق على المبادئ الأساسية من احترام النظام الجمهورى والدستور والمواطنة وسيادة القانون.

وبالتأكيد ستتطرق المناقشات إلى البرلمان لوضع نظام انتخابى يتيح فرصة المناقشة بين الأحزاب السياسية ليظهر منها حزب الأغلبية وحزب الوسط وحزب المعارضة، كما سيتم طرح قانون الأحزاب السياسية لتذليل العقبات أمام الأحزاب وإن كنت من أنصار تخفيض عدد الأحزاب الحالية والإبقاء على الأحزاب الجادة فقط وإنهاء عمل أحزاب السبوبة والوجاهة الاجتماعية والأحزاب العائلية.

متفائل بالحوار الوطنى وأتوقع أنه ستفسر عنه نتائج جيدة وسيتم تطبيقها فى المرحلة القادمة ندخل بها الجمهورية الجديدة التى تتسع لكل المصريين.