رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِى

 

لا نتعرض لأحكام القضاء مدحا أو قدحا، وإنما نكتب عن دروس مستفادة فى هذا المقامِ أصبحت واجبة، علها تنقذ ما يمكن إنقاذه.

من هذه الدروس هو العدالة الناجزة والتى نحن فى أشد الحاجة إليها، طالما اطمأن وجدان المحكمة إلى وقائع الدعوى، فتأخر القصاص وبطء اجراءات التقاضى ضياع للحقوق وإهدار لقيم العدالة.

التعدى على قيمِ المجتمعِ وفُحشِ القولِ والعلاقاتِ المحرمةِ، بزعم الحرية جرائم ترتكب ليل نهار، وعدم التصدى لها بحزم وعزم هو ضياع للمجتمع واستفحال لضرر يصعب اتقاء شره.

صدمات متعددة متتالية سقطت على رؤوسنا فى الفترة الأخيرة، إذا أغفلناها أو تباطأت خطانا فى معالجتها، فقل على الدنيا السلام.

آخر هذه الصواعق التى طالتنا مؤخرا متمثلة فى مقتل طالبة جامعة المنصورة والطريقة التى نُحرت بها ودوافعها.. صدمة ليست ككل الصدمات.

 فبالقدر الذى اهتزت مشاعرنا وتأرقت مضاجعنا للعديد من الجرائم التى أصابتنا وألمت بنا مؤخرا، إلا أن هذه الفاجعة كانت أشدها قسوة ومرارة على النفوس والعقول.

قرار محكمة حنايات المنصورة بإعدام قاتل طالبة جامعة المنصورة، جاء بردا وسلاما على نفوس الغالبية العظمى ممن علم أو شاهد الجريمة.. صحيح أن قرار المحكمة يعد الأسرع فى تاريخ القضاء المصرى، وعبر عدد من الحقوقيين عن تخوفهم من نقض الحكم بسبب عدم التفات المحكمة إلى طلبات الدفاع، خاصة إحالة الجانى إلى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية للوقوف على حالتة العقلية والنفسية عند ارتكاب الجريمة.

أقول إلى كل من أبدى تخوفه من نقض الحكم لهذا السبب، عليهم أن يكونوا مرتاحى البال والضمير.

فقد اطمأن وجدان المحكمة إلى السلامة العقلية والنفسية للجانى وقت ارتكاب جريمة، وأن الاستجابة لطلبات الدفاع سلطة تقديرية للمحكمة.

لا يجوز لنا أن نشكر المحكمة، ولكن من حقنا أن نرفع القبعة لقضاء مصر وقضاتها فهم الملاذ الآمن والسند لكل صاحب حق.

مرافعة النيابة وما جاء بها مادة غنية ثرية لكل دارس وممارس للقانون.. كلمات القاضى الجليل والديباجة التى جاءت قبل إحالة أوراق المتهم، روشتة علاج للعديد من الأمراض التى أصابت مجتمعنا فى مقتل من التعدى على الرموز وهدم القيم والأخلاق.

فقد رصد القاضى الجليل الداء وكشف عن الدواء، موضحا أن النشء بات ضحيةً قدوة مشوهة، وثقافات، مسموعة ومرئية ومقروءة، وتسويقها على أنها كشف لواقعٍ، زين لهمْ فرأوهُ حسناً، فكانَ جرمُ اليومِ لهُ نتاجاً.

ومضى قائلاً: «يا كلّ فئاتِ المجتمعِ لا بد منْ وقفةٍ. يا كلّ منْ يقدرُ على فعلِ شيءٍ هلموا. اعقدوا محكمةَ صلحِ كبرى بينَ قوى الإنسانِ المتباينة، لننميَ فيهِ أجمل ما فيهِ. أعيدوا النشء الملتوى إلى حظيرةِ الإنسانيةِ.

لا تشوهوا القدوة فى معناها فتنحلّ الأخلاقُ. عظموها تنهض الأمةُ. هكذا يكونُ التناولُ، بالتربيةِ، بالموعظةِ الحسنةِ، بالثقافةِ، بالفنونِ، بمنهجِ تكون الوسطية وسيلتهُ، والتسامحُ صفتهُ، والرشدُ غايتهُ».

ووجه القاضى حديثه إلى أولياء الأمور قائلاً: «إلى الآباءِ والأمهاتِ نقول: لا تضيعوا منْ تعولونَ. صاحبوهمْ، ناقشوهمْ، غوصوا فى تفكيرهمْ، لا تتركوهمْ لأوهامهمْ، اغرسوا فيهمْ القيمُ».

إنَ مثل هذا المجرم كمثلِ نبت سام فى أرضِ طيبةَ.. كلما عاجلهُ القطع قبلَ أنْ يمتدَ، كانَ خيراً للناسِ وللأرضِ التى نبتَ فيها».

 

[email protected]