رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع جهاد النكاح هذا المصطلح الغريب على مجتمعاتنا، والذى انتشر فى الآونة الأخيرة، وارتبط بالمناطق التى تسيطر عليها الجماعات الإرهابية كوسيلة «جنسية» لاستقطاب الشباب إلى صفوف الجماعات المتشددة التى باتت تسىء للإسلام والمسلمين عامة، ولا تقتصر هذه المزاعم على الفترة الحالية، فهناك العديد من الدول كان يتم بها جهاد النكاح تحت غطاء الدين، وبدعوى أنه من الجهاد، فقد كان الأمر معروفاً لدى الكثير من المنتمين للجماعات التكفيرية والإرهابية فى عدد من البلدان، حيث يبيح أعضاء تلك الجماعات للفتاة المسلمة أن تهب نفسها لأحد أعضاء الجماعة بهدف الترفيه عنه، وهو يقاتل أعداء الدين حسبما يزعمون.

يقول الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق عضو هيئة كبار العلماء، قال الله سبحانه وتعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، سورة الروم: الآية ٢١، فالزواج له مُقدمات الخطبة وحسن الاختيار ومكونات من إنشاء الإرادة بين طرفى العقد، وهما الزوج والزوجة، وتسمية الصداق أو المهر، والشهود العدول والولي، كما أن له مُتممات من الزفاف والإعلان والوليمة، وله أهداف وهى بناء أسرة يسودها السكينة والمودة والرحمة، أما ما يقوله الذين يريدون أن يقضوا الشهوات البهيمية تحت غطاء شرعي، ولم يَرد فى تاريخ الإسلام أن هناك مناكحة الجهاد، فالتى تذهب إلى أى بلد ثم تعرض نفسها لمن يعاشرها فهذا زنا صريح، ولا يُسمى زواجاً من قريب أو من بعيد، ويضيف د. أسامة العبد» لقد كان الإسلام حريصاً على تحديد الإطار الذى يمكن أن نسير فيه، وهو رباط زوجى عن طريق عقد الزواج، وليس هناك طريق آخر لتكوين الأسرة إلا فى هذا الإطار»، فالله سبحانه وتعالى يقول «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ»، وملك اليمين قد انتهى إلى غير رجعة من أول لحظة جاء فيها التشريع لأنه يريد أن يكون الإنسان حراً.

لا بد أن نعى أن مصادر التشريع فى الإسلام، هى القرآن والسنة النبوية، ولا نعلم من أين أتوا بموضوع جهاد النكاح، فالشرع الشريف يحترم العلاقة بين الرجل والمرأة فى إطارها الصحيح، ولا يعتبر بهذه الأكاذيب والترهات التى يتبناها المتطرفون، ولذلك نستنكر امتهان المرأة بهذا الاسم، وهذه الأفعال التى تعد زنا صريحاً وجريمة فى حق الدين والمرأة والبشرية جميعاً، باختصار جهاد النكاح جريمة أخلاقية تفوق الزنا، ولا توجد فتوى تبيحه أو تحل ما تم ارتكابه من انحراف أخلاقى وإنساني، ويجب التصدى لتلك الظواهر المنبوذة التى لا تمت بصلة إلى صحيح الدين الإسلامي، ويحتاج الأمر إلى تضافر المؤسسات والمرجعيات الدينية فى شتى ربوع العالم الإسلامي، بحيث يتم التواصل والتصدى لفتاوى تلك الجماعات، ومنعها من الوصول لعامة المسلمين، ومنع هؤلاء من بث سمومهم فى عقول البسطاء. والنكاح له شروط لا تتغير أثناء الجهاد وخارجه، أما شروط ما يسمونه جهاد النكاح، فغير شرعية كالزواج من صغيرات وإجبار النساء وارغامهن، وتحديد الزواج فى وقت وانتقال المرأة من رجل إلى آخر.

مازالت مسرحية إخوان داعش مستمرة ولم تكمل فصولها بعد، بفضل مشايخ الفتة والسبوبة والإرهاب والتقية، ولقد كان للحالة المزرية التى تعيشها المرأة خاصة فى المناطق الريفية، وظروف العمل المهينة فى المدن إضافة إلى إجبارها للدخول فى سوق الدعارة الخسيس، حيث تتخذ كأداة للمتعة لا غير.

 

وللحديث بقية

 

[email protected]