رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

 

الله سبحانه وتعالى شرّع لنا فى مُحكم كتابه كل شىء لم يترك لنا مسألة إلا وتطرق لها ووضحها، لم يترك مشكلة إلا وأوجد لها حلا، فالقوانين الثابتة غير القابلة للنقاش هى القوانين التى وضعها الله سبحانه وتعالى لعباده وليست القوانين التى وضعها البشر فدائمًا يشوبها النقص.

يقول الشيخ الشعراوى رحمه الله: «إنك إذا رأيت عورة يشكو منها المجتمع فاعلم أن حدًا من حدود الله قد عُطل وإن وجدت أمة متخلفة فاعلم أنها عطلت شرع الله وإن وجدت أمة تُعانى من أمراض اجتماعية وجسيمة فاعلم أنها لا تُطبق منهج الله»! فإذا رجعنا لسبب أى مشكلة تصادفنا لوجدنا أن 99% من سبب المشكلة هو البُعد عن أحكام الله، فالقرآن هادى البشرية ومرشدها ونور الحياة ودستورها، ما من شىء احتاجه البشر إلا بيّنه الله فيه نصًا أو إشارة أو إيماءً عَلِمه من عَلِمه وجهله من جهله.

وهذا ما نشاهده اليوم الكثير من الدعاة ينادون بشىء ويفعلون شيئًا آخر لذا سقط عنهم أهم شرط من شروط الدعوة ألا وهو أن يُطبق الداعى ما يدعو به أى يتطابق كلامه مع أفعاله، فالغرب قد لا يعلم الكثير عن ديننا بل يحكموا على الدين والإسلام من أفعال المسلمين، فإذا لم يتمكنوا أن يقرأوا عن الإسلام فيجب على الأقل أن نُريهم الإسلام، نحن نُريد من يشرع لنا دون أن ينتفع بما شرع ولا توجد من تتطابق معه هذه المواصفات إلا الحق سبحانه وتعالى هو الذى يشرع فقط ولفائدة الخلق فقط، لذا لن نجد العدل المطلق إلا عند الله أما ما نشاهده اليوم من عدل فهو عدل نسبى لأنه من صنع البشر، البعض قد يعتقد القوة فى القوانين ولكن أخطأ من اعتقد ذلك فالقوة تأتى بداية من علم الناس بالقوانين.

ثانيًا القائمون على تنفيذ القانون مرورًا بتوافر الأدوات اللازمة لتطبيق القانون، نهاية بتطبيق القانون على أرض الواقع ولا نكتفى بإصدارها فقط، فالبعض قد تنتابه الفرحة عند إصدار القانون ولكن العبرة بتطبيقه وليس بإصداره، فالطفل يجب أن يرى قضايا الدين مفعولة قبل أن يسمعها مقولة لأن التربية ليست درسًا نظريًا وإنما هى عادات سلوكية وحين يرى أن الدين محقق أسلوبًا تطبيقيًا لا كلامًا نظريًا فى سلوك من يعلمونه ويربونه سيصبح سلوكه الإيمانى طابعًا خُلقيًا فيه، وهذا ما نفتقده اليوم فنحن نُعلم أطفالنا منذ الصغر عادات وتقاليد خاطئة وننقل لهم أفكار خاطئة عن الدين والحياة، سواء اكتسبها من المنزل أم من التلفاز أم من المدرسة أم من المجتمع الذى يعيش فيه، ثم نحاسبهم عندما يكبروا على سلوكهم الخاطئ وأفكارهم الخاطئة، ونسينا أن ما بُنى على باطل فهو باطل، فالطفل ضحية المجتمع، فنحن أهملنا الدين منذ الصغر ودفعنا الثمن عندما كبرنا، فصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما حثنا على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله.

--

عضو مجلس النواب