رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

الشاعر اللبنانى سعيد عقل تجاوز عمره قرنا من الزمان إلى جانب عامين. وعلى كلام الشاعر فاروق شوشة. فهو أكبر معمر لكل الشعراء العرب منذ الجاهلية وما قبلها. سعيد عقل يرى ان عامه الستين بداية الإبداع الحقيقى وهو الفرصة الذهبية لخلق الطريق الذى كان صعبًا أو مستحيلا.. وأصبح نوره واضح المعالم وزاهرا لا ينضب.

قضية سن الستين قد تكون عربية ففى تخيلى ان العالم الغربى لا يعترف بسن دون آخر..هيمنجواى فى أكثر من رواية يفلسف عمره بأنه شبكة معقدة وليس خيطا مجدولا ممتدا يقول فى منتصف ديالوج رواية (العجوز والبحر): ليس أمامنا خيار. ليس سوى النظر بسخرية من هذه السنوات التى مرت ونحن ندور ونلف حول شهواتنا ورغبتنا الوحيدة فى الخروج من عنق الزجاجة.

الشاعر ت. س. اليوت يرى ان العمر موقف وليس عددا من الأيام تروح وتأتى دون أن ترسم بصمتها.

وعند العرب يرى فيلسوفنا الأكبر (أبو العلاء المعرى) إن كل سنوات العمر عبء ثقيل على كاهل الإنسان ولعل بيتا من الشعر لخص ذلك: تعب كلها الحياة فلا أعجب إلا من راغب فى ازدياد.

وأحمد شوقى يقول: قد يهون العمر إلا ساعة. وتهون الأرض إلا موضعا. وقال أيضا: إن الحياة دقائق وثوان.

ولكن فلسفة سارتر جنحت نحو تقزيم العمر كساعات تمر وليس من أجل التغيير أو الحصول على امتيازات خاصة. فقد آمن مبكرًا ان الانسان هو الموقف وان كل تضحية هى لدعم هذا الموقف أو لتطوير الانسان ـالانسان فقط ـ الشاعر وولت ويتمان يرى انه لا شيء اسمه عمر الستين أو الخمسين ولكنه أدرك تماما أن كل يوم يمر.. هو حقبة من الأزمان. أو إنها هباء.

والشاعر روبرت فروست يقول: أى وقت يمر. هو يعاد مرة أخرى.. لا شىء جديدا فوق مسرح العالم.

والشاعر اللبنانى ميخائيل نعيمة تجاوز عمر الستين بكثير. وكان يحتفى بكل عام جديد لأنه يراه منحة من الله لكى يمكننا أن نصحح أخطاء الماضى ونتجاوز ثغراتنا وتمردنا على غرورنا وكبرياء أرواحنا.

العمر لحظة كما قال يوسف السباعى. ولكن هذه اللحظة قد تخلد العمر كله.

Nader nashed [email protected] gamail. com