رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسلل

تعالت الأصوات فى الفترة الأخيرة، مطالبة بوضع حد للارتفاع الجنونى لمرتبات اللاعبين فى مصر وعقودهم الاستفزازية، والتى لا تتناسب مع إمكانياتهم الفنية ولا مستوى مسابقة الدورى الممتاز المفترض أنها أقوى البطولات المحلية.

وهى مشكلة تواجه الأندية فى المقام الأول، خاصة مع غياب المعايير والتقييم والابتزاز من جانب اللاعبين ووكلائهم، فى مشاهد تتكرر كل موسم وتستنزف الجميع خاصة فرق المقدمة بالدورى والتى تبحث دائما عن البطولات.

وحل الأزمة من خلال وضع سقف لمرتب كل لاعب، حسب سيرته الذاتية ومستواه وتعاملاته داخل وخارج الملعب، وأهدافه وتمريراته والحلول التى يملكها فى المباريات القوية أو متوسطة المستوى.

وهى أزمة تبدو سهلة لكنها تحتاج إرادة من كل جزئية فى المنظومة الكروية فى مصر وآليات تنفيذها، خاصة من جانب اتحاد الكرة والأندية وعدم الخضوع لابتزاز هذا النجم أو ذاك مع وضع شروط معينة لنجوم بعينهم قد يكونون مطمعًا لقطبى الكرة المصرية.

وبصرف النظر عن المبالغ المستفزة والتى تؤثر كثيرًا على عموم الشعب المصرى، فهى مبالغ لا يستحقها اللاعب ولن يحصل عليها فى أى ناد أوربى حال احترافه، مهما كان تأثيره والذى يصل فى المتوسط إلى 17 و20 مليون جنيه فى الموسم، وهو لا يستحق المليون- لو استحقه- لو وضعت لجنة فنية محايدة تختص بالتقييم وتتصف بالعدالة والخبرة الفنية.

تأتى هذه الأرقام الخيالية وسط تراجع فنى ومسابقة تخلفت عن نظيرتها العربية والأفريقية، لأسباب لا تخفى على القائمين على شئون اللعبة ولكنهم لا يعيرونها اهتمامًا، وكل ما يشغل بالهم إنهاء هذه الجولة أو تلك من عمر المسابقة، سواء أقيمت فى يوم أو أسبوعين وإسدال ستارها على خير وسلام دون ما يعكر صفوها، بصرف النظر عن المردود، لتجد حوارا طويلا بعدها عن الموسم «المعجزة» الذى كان شاقًا ومرهقًا ومبارياته مضغوطة!

وأسباب تراجع المسابقة والذى بات ظاهرة فى الدورى المصرى غياب تكافؤ الفرص بين الفرق فى «المؤجلات»، وعدم تحديد أيام محددة «أسبوعية» لإقامة المباريات مثلما هو فى الدوريات الأوربية رغم مشاركة هذه الأندية فى بطولات محلية وقارية شبيهة بالدورى المصرى.

مع تعدد التوقفات فى المسابقة وتشابك المواسم فى الدورى والكأس وتضاربها مع فترات الانتقال الخاصة باللاعبين، وعدم وجود لاعبين «أجانب» أو مدربين من التصنيف الثانى أو حتى الثالث عالميًا قادرين على إضافة فنية تفيد لاعبينا، وتنعكس على المستوى الفنى للمسابقة وتسويقها لجلب عائد أكبر يصب فى صالح الكرة المصرية.

إضافة لافتقاد اللعبة للجنة احترافية خبيرة أو مدير تنفيذى محترف يدير المسابقة بصورة مستقلة، ورابطة الأندية الحالية مازالت تعانى لغياب الرؤية وتأثيرها بسبب ضغوط هنا أو هناك، والمفترض أنها تعلم بكل هذه المشاكل، ولو وجد ما يُكبِل يدها عليها أن تعلن خطوطا عريضة للنهوض ببطولة الدورى وإلا تقدمت باستقالتها.

الموضوع أكبر من جدول وتسكين المباريات وتوجيه كل الاتهامات إلى الجهات الأمنية وكأنها المسئولة عن ضعف المسابقة فنيًا وشطط فى عقود اللاعبين.. فلا دورى جيدا ولا لاعبين أفذاذا، ولا منتخب يتأهل لكأس العالم، والملايين فقط فى جيوب اللاعبين.. من المسئول؟!

[email protected]