عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

 

 

إن أردت أن تدمر وطنا فعليك أن تضخم من التافهين وتصدر المفسدين وتعظم الجاهلين وتسفه من العلماء والمبدعين، وظاهرة الألقاب الوهمية احدى صور التدمير الذى يمارس ضد مصر، من خلال تقديم شخصيات لا تملك موهبة ولا علما ولا خبرة، ورغم ذلك يتم تصديرهم المشهد بوصفهم أصحاب فكر ومبدعين ونماذج ناجحة.

وبدلًا من أن يتابع شباب مصر شخصيات ملهمة وقدوة صالحة، يقدم لهم أنصاف المتعلمين والمدعين تحت مسميات وهمية مثل خبير ومحلل ومتخصص أو سفير أو مستشار، بل تطور الأمر إلى النصب بشهادات دكتوراه مضروبة تباع على أرصفة الانترنت وفى وكالات بير السلم، من المؤسف أن هذا الوباء اصبح سائدا فى مهنة راقية كالطب، فنجد من يدعون العلم ويخدعون البسطاء بتقديم العلاج السحرى للأمراض المستعصية التى فشل فى التعامل معها أعتى مراكز الأبحاث وأهم العلماء.

هذا الوهم المدمر ليس فقط لحياة بعض الأشخاص بل للمجتمع بالكامل، يتطلب وقفة حاسمة خاصة مع من يساهمون فى صناعته مثل القنوات وتجار بيع الهواء، الذين ابتلينا بهم فحولوا الإعلام إلى سبوبة والبث الهوائى إلى مصدر تربح بالفهلوة والشاشات إلى دكاكين بيع السلع الفاسدة ثقافيًا وطبيًا واقتصاديًا ودينياً، مثلما يجب محاسبة باعة الشهادات الوهمية سواء كانت جامعات أو معاهد أو جمعيات، فليس معقولًا أن تجد إحدى المؤسسات تمنح فى يوم واحد عشرين درجة دكتوراه، ويقف من يحصلون على هذه الدرجة العلمية الرفيعة طابورا لاستلام شهاداتهم وكأنهم أمام محل تيك أواى.

المصيبة من وجهة نظرى، أن هذه الطريقة أصبحت وسيلة لخداع البعض فى الثراء السريع ومحاولة الوصول لبعض السيدات والارتباط بهن، بحجة الثقافة والعلم والمعرفة والتفوق العلمى فى عدد من التخصصات على غير الحقيقة، وهو ما يحتاج تكاتف المجتمع لمواجهة هذه الشهادات، من خلال الإجراءات الرادعة وفلترة الشهادات الصادرة من جهات مشبوهة.

يا سادة، إن استخدام الالقاب العلمية الوهمية والشهادات المزورة، ظاهرة كارثية، لانها تخدع المجتمع وتستخدم بغرض الوجاهة الاجتماعية أو توجيه المجتمع والحصول على ثقة المجتمع ونيل امتيازات والحقيقة. أعرف عددا ليس بالقليل يدعون حصولهم على الدكتوراه ومنهم شخص أعلم تمامًا أنه حاصل على دبلوم متوسط، ويدعى فى كل مكان أنه دكتور بل وسفير نوايا حسنة، وهذه كارثة يجب أن يتصدى لها الجميع، المجتمع ثم مؤسسات الدولة.

أطالب المسئولين فى بنى وطنى بمواجهة حاسمة لهذه الظاهرة، ووضع ضوابط واضحة لمنح الالقاب العلمية، لأن البعض يريد الحصول على حرف الـ«د» قبل أسمائهم كنوع من التسويق السياسى والثقافى والاجتماعى، علينا مواجهة هذه الآفة التى تقتل الطموح وتدمر الموهوبين وتجعل النصب هو الأصل.

علينا أن نساهم فى نشر ثقافة العلم الحقيقى، وان القدوة والملهمين ليسوا بالضرورة حاصلين على القاب دكتور أو مستشار، وإنما بما يحملونه من علم ويملكونه من خبرة ويستطيعون تقديمه من فايدة للناس، وليس بما يملكونه من قدرة على النصب، فهل من مجيب؟