رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صفحات من تاريخ الوطن (٢١)

واستمر.. وقد تمكن هذا الكيان السياسى من إفراز العديد من الكوادر السياسية الشابة فى المجالات السياسية والتنفيذية، ولعل تجربة اختيار ستة من كوادر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وتعيينهم نواباً للمحافظين فى نوفمبر 2019 كانت خير نموذج لعملية التطور الإدارى والسياسى الذى تشهده الساحة المصرية.

فلم يكن تعيين كل من السادة هيثم الشيخ نائبًا لمحافظ الدقهلية وعمرو عثمان نائبًا لمحافظ بورسعيد وبلال حبش نائبًا لمحافظ بنى سويف وحازم عمر نائبًا لمحافظ قنا وإبراهيم الشهابى نائبًا لمحافظ الجيزة ومحمد موسى نائبًا لمحافظ المنوفية، هو مجرد تعيين تقليدى لشخصيات معينة فى مناصب تنفيذية، وإنما هى خطوة طموحة تسير فى رأيى نحو اتجاه تغيير جزء كبير من المنظومة الحكومية، ليس فقط من خلال تمكين الشباب وتجديد دماء المؤسسات الحكومية، وإنما الأخطر والأهم هو السعى لتكوين جيل من التكنوقراطيين ذوى خبرة ورؤية سياسية، ما سوف يساهم بشكل كبير فى إصلاح المنظومة الحكومية. 

وذلك لأن الأزمة التى كانت تعانى منها المنظومة الحكومية فى العقود الماضية تتمثل فى سيطرة الطابع التكنوقراطى على العناصر الموجودة فى مؤسساتها، حيث إن عناصر التكنوقراط تمتلك الخبرة الإدارية والفنية ولكنها للأسف تفتقر إلى الرؤية والخبرة السياسة الواقعية القادرة على إحاطة الأمر من جوانبه المتعددة، ما ينتج عن ذلك الكثير من المشاكل والصدمات المجتمعية على أرض الواقع، فالدولة تحتاج فى بعض الأحيان إلى تنفيذ بعض المشروعات أو الإبقاء على البعض الآخر، رغم أنه بالمفهوم التكنوقراطى الضيق قد لا تحقق هذه المشروعات العائد المادى المناسب مع الجهد والتكلفة ما يجعل المسئول التكنوقراطى غير متحمس لها أو رافضاً لوجودها أو بقائها، رغم أهميتها فى تعزيز قوة الدولة على المستوى البعيد أو المستوى القريب غير المالى أو فى تحقيق سعادة وراحة المواطن، ما يعزز ثقته بدولته.

وهكذا فإن اختيار هؤلاء النواب الستة، وهو بمثابة خطوة فعالة فى مشروع تمكين الشباب الوطنى الكفء والمؤهل فى المشاركة فى إدارة شئون الدولة، ما سوف يساهم ذلك فى تقدم المنظومة الإدارية ومدها بالدماء الجديدة والطاقة اللازمة لمواجهة التحديات التى يمر بها المجتمع.

وقد تمكن هؤلاء النواب الستة من النجاح فى مهمتهم وبلورت شخصية المسئول الادارى ذى الرؤية السياسية بشكل أكثر من ممتاز، ويرجع نجاحهم ذلك لعدد من الاسباب المنطقية، فهم من جانب مؤمنين بقضية الدولة ومعتزون بمؤسساتها، ومن جانب آخر يمتلكون الطموح والرغبة فى التغيير على ارض الواقع، كما يمتلكون جراءة مواجهة المشاكل على الأرض والسعى لحلها بطرق واقعية بعيداً عن الرومانسية السياسية، بالإضافة إلى الرغبة المخلصة فى العمل الجاد وخدمة مجتمعهم ووطنهم.

عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب

الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع.