رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«كلمة»

 

 

 

رحل عن دنيانا فارس القلم والكلمة الأستاذ مصطفى شردى قبل 33 عامًا، يوم 29 يونيو وترك خلفه تلاميذ، تعلموا منه فنون الصحافة، والمهنية الحقيقية فى بلاط صاحبة الجلالة، ولم يكن مصطفى شردى عندما اختاره رئيس حزب الوفد فؤاد سراج الدين عام 1984 لإعداد إصدار جريدة للحزب اسمًا مشهورًا، ولا نجمًا مرموقًا فقط، بل كان كاتبًا مُحترفًا فى جريدة أخبار اليوم، ومديرا لتحرير مجلة آخر ساعة واحترامه لنفسه ومهنته جعله محل اهتمام الكاتب الكبير الأستاذ مصطفى أمين، وهو الذى رشحه لفؤاد سراج الدين، ليرأس له جريدة «الوفد».

ولد مصطفى شردى فى 5 اكتوبر 1935 وحصل على ليسانس الاداب قسم الصحافة عام 1961 من جامعة القاهرة، ورث مصطفى شردى حب الصحافة من أبيه «محمد شردى» الذى كان يعمل محررا بجريدة «المصري».

فى عام 1956 حقق مصطفى شردى أول نصر صحفى فى حياته بينما كان يحمل البندقية للدفاع عن مدينته الصامدة كان يخفى الكاميرا فى ملابسه، والتقط عشرات الصور التى تفضح العدوان.

فى عام 1970 كلفه الرئيس أنور السادات بناء على طلب من الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله ليؤسس أول جريدة يومية فى دولة الإمارات العربية، وهى « الاتحاد» مع نخبة من فرسان الصحافة جمال بدوى وعباس الطرابيلى.

يحضرنى فى هذا المقام عندما كلفنى الأستاذ مصطفى شردى رئيس تحرير الوفد رحمه الله رحمة واسعة بمأمورية عمل صحفية ومعى زميلى الكاتب الكبير محمود غلاب مدير تحرير الوفد السابق إلى بنى سويف لتغطية احداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين ونتج عن ذلك احتراق كنيسة ومسجد متقابلين إلى بعضهما البعض بشارع واحد والتقينا بالصدفة بزميلنا جمال عقل الصحفى بالجمهورية آنذاك.. وبعد ان انهينا المأمورية بأمان رجعنا إلى القاهرة وأعددنا تغطية متكاملة عن الأحداث وتم تسليم الموضوع لقسم الإخراج لإعداده للنشر على صفحة كاملة على ان يؤخذ منه إشارة للصفحة الأولى وتم الانتهاء من البروفات، وقال لى الأستاذ سعيد عبدالخالق نائب رئيس التحرير رحمه الله: خذ بروفة الصفحة الأولى واعرضها على الأستاذ مصطفى؛ فأخذتها مسرعا إلى الأستاذ وأنا فى منتهى السعادة وقبل أن أدخل عليه مكتبه استوقفنى عنوان وصورة الخبر استشعرت بأنه يميل إلى جانب المسجد ويأخذ من حق الكنيسة وعند عرضها على الأستاذ قلت له: لو سمحت ياريس لى ملاحظة على العنوان والصورة قال لى عايز تقول إيه: فقلت: العنوان هنا متحيز للمسجد والصورة أيضا لو سمحت ممكن نجعل العنوان استفهاميًا بمعنى من يشعل نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين فى بنى سويف.. احتراق مسجد وكنيسة وإصابة العشرات من المصريين.. نأخد صورة تجمع بين المسجد والكنيسة وآثار الاحتراق عليهما بدلا من صورة المسجد فقط..

نظر إلىّ الأستاذ مبتسما وقال لى اطلع قول لسعيد بيقولك مصطفى غيّر العنوان وغيّر الصورة وقول له الكلام اللى انت قلته ده.. خرجت من مكتبه وكان فى الدور الأول بفيلا المبتديان أرقص فرحًا؛ الأستاذ أنصفنى، وصدق على كلام تلميذ ووافق عليه (يافرحتى يامه..)

وخرج خبر الصفحة الأولى كما أردت

هكذا كان يتعامل العظماء مع تلاميذهم..