رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هناك سباق بين مخابرات روسيا ومخابرات أمريكا على تجارب «القتل النفسى عن بعد» عن طريق التركيز وإرسال شُحَن نفسية شريرة عدوانية للضحية المطلوبة إيذاءها هكذا ذكر العالم مصطفى محمود، اليوم اصبحت الحرب إلكترونية وأسلحتها معتمدة على الفكر والنفس، فلم يعد القتال ارضًا بل على ساحات العالم الافتراضى الذى لا نعلم من المروج الحقيقى للأخبار، واختلط الحق بالباطل، والاخبار الصحيحة بالمغلوطة ولن نعد نفرق بينهما !

ففى اليوم الواحد نتلقى آلاف الشائعات التى لا نعلم أين مصدرها وما حقيقتها، ووصل الأمر الى فبركة فيديوهات وصور وايضًا إعادة تشيير فيديوهات قديمة لتتماشى مع مصالحهم وتخدم أهدافهم! والمريع فى الأمر ان البعض يشير ويروج للشائعات والاخبار بدون ان يتحرى الدقة ويتأكد من صحة ما يروجونه! بخلاف فيديوهات التعذيب والأخبار التى تبث الطاقة السلبية كقتل الأم لابنائها واغتصاب الأب لابنته وغيرها من الاخبار التى أصبحث بمثابة إرهاب نفسى نال من الجميع.

مشكلتنا الحقيقية فى قلة الوعى، فلن يتجرأ أعداؤنا بالخارج علينا الا بمساعدة الخونة والجهلة فى الداخل مستغلين قلة وعيهم وجهلهم بطبيعة بعض الامور ومخاطرها، ولا يعلم البعض ما يفعلونه ومن الممكن أن يؤثر سلبًا على الوطن من الناحية السياسية والاقتصادية ! فشائعة واحدة كفيلة بدمار الدولة اقتصاديًا! قادرة على خلق حالة من الفوضى والبلبلة فى المجتمع، والتشكيك فى مصداقية مؤسسات الدولة والجهات الأمنية، ونشر الرعب والذعر فى نفوس المواطنين، وتشتيت الشعب عن طريق صرف نظرهم عن قضايا هامة لا يريد المعنيون منهم الانشغال بها، من الممكن ايضًا ان تكون بمثابة اداة ضغط من الرأى العام على قضايا واحكام وقرارات هامة كما شاهدنا فى احداث كثيرة ماضية، كانت الشائعة بمثابة سلاح فى وجه الحكومة اثناء النظر فى بعض الاحكام المتعلقة بالقضاة وايضًا سلاح فى وجه أجهزة الدولة فى قضايا تمس الامن القومى للدولة، ممّا يؤدّى إلى العجلة فى إقرار بعض القوانين أو التمهل للتراجع عن البعض الآخر بشكل لا تتحقق به المصلحة العامة، وتزييف معه الحقائق، وتُسلب به الحقوق، وتؤدى فى النهاية الى التشكيك فى أحكام القضاة!

وفى النهاية يحدث شرخ فى العلاقة مابين الشعب والحكومة وفقدان الثقة فى مؤسسات الدولة، ولاسيما اختلاط شائعة بمعتقدات دينية اى استغلال البعض الدين لتحقيق أهدافه، وفى النهاية يحدث ما يريدونه إحداث الوقيعة بين الشعب وأجهزة الدولة ومؤسساتها التى بمثابة أعمدة للدولة كالقضاة والجيش والشرطة، وهو ما يسمى بالتزييف الاعلامى اى إغراق الجمهور بمعلومات لا تفيده ولا تهمه ولا يحتاجها، وهو ما يسمى بالنفايات المعلوماتية، أو تضليل الجمهور عن طريق إغراقه بمعلومات كثيرة لا يستطيع المتلقى الربط بينها وبين تفسيرها مما يجعله يشعر بالسلبية والعجز امام الكم الهائل من المعلومات.

 ويتبقى السؤال الأهم: كيف ينمو وعى الشعوب؟ كيف نزرعه فى أبناء الوطن ؟ كيف ننشر ثقافة الحوار فى المجتمع، بداية من إعداد معلم إيجابى، يعلم كيف يتعامل مع الطالب وكيف يغرس فيه ثقافة الحوار ويجعله يشارك بفاعلية فى بناء المجتمع، وكيفية التعامل فى ظل تطور المجتمع وتطور وسائل نقل الاخبار وسهولة تدفق المعلومات وتحرى الدقة قبل تصديقها ونشرها وترويجها، وكيفية التصدى للشائعات، وتعليم ثقافة كيفية احترام الآخر واحترام رأيه، ومعرفة فن الاختلاف، حتى ينمو الوعى والفكر ويتم التعامل مع أحداث المجتمع بطريقة واقعية وليست عاطفية كما كان يحدث من قبل!