عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

‏كنوز الوطن

 

ليس كل من أصبح نجماً يستحق أن يكون إعلامياً، الفارق ضخم بين نجومية الكرة وقيم ومبادئ الإعلام، مهارة اللعب بالكرة لا تمنح صاحبها الحق فى أن يمارس اللعب بالعقول تحت ستار البرامج الرياضية التى أصبحت كارثة تهدد السلم الاجتماعى بما تثيره من فتن وتخلقه من تعصب، ففى برامج الكرة نادراً ما نشاهد كرة وإنما نشاهد حلقات من الكره، والذى يدفع ثمنه المجتمع، لا مكان فى أغلب تلك البرامج للروح الرياضية ولا مساحة للأخلاق ولا وجود لقيم المنافسة الشريفة التى من المفترض أن تتميز بها الرياضة، على العكس أغلب البرامج أصبحت صراعات ومبارزات وملاسنات بل وطعناً وتشويهاً، حتى الألفاظ التى يتحدثون بها كثير منها لا يليق أن يدخل بيوتنا ويسمعه أبناؤنا، لكن هذا للأسف هو الحال الذى نعيشه فى الكثير من برامج الإعلام الرياضى، فكل مذيع أو محلل يعتقد أنه عبقرى زمانه وفيلسوف أوانه، يطلق الأوصاف كما يشاء ويوزع الاتهامات فى كل اتجاه ويشكك فى كل المنظومة.

واللافت أن العدوى انتقلت أيضاً من مقدمى تلك البرامج إلى المعلقين، فأصبحنا نسمع منهم قليلاً من التعليق وكثيراً من الخطب والاتهامات بل والإفيهات السخيفة، والتى تجعلنا نترحم على من افتقدناهم من المعلقين المحترمين سواء الكبير فهمى عمر والعظيم الكابتن محمد لطيف والعملاق على زيوار وجنرال التعليق إبراهيم الجوينى، مروراً بجيل أحمد عفت وميمى الشربينى ومحمود بكر وصولاً إلى حمادة إمام ومصطفى الكيلانى، وكذلك من افتقدناهم فى التحليل الرياضى نجوماً أمثال فايز الزمر وحازم الشناوى، فكل هؤلاء كانت حياديتهم تنسينا انتماءاتهم الرياضية، وبساطتهم تمتعنا بتعليقهم واحترافيتهم تعطى للمباريات مذاقاً خاصاً، أما الآن فالتعليق صريخ بلا وعى ووصف بلا فهم، والتحليل الرياضى فذلكة ومتاجرة.

عظماء التعليق والتحليل الرياضى كانت لديهم الكاريزما والإحساس بالمسئولية، وكانوا مؤهلين للمهمة التى يؤدونها ولديهم ما يقولونه بحكمة وإتقان، بينما الآن الغالبية مفتقدون لأبسط قواعد المهنة ويحتاجون إلى تأهيل شامل كروياً وإعلامياً وربما أخلاقياً للبعض منهم.

التعليق والتحليل الرياضى يحتاج إعادة نظر ومراجعة وضوابط تحكمه، حتى لا تكون المساحة متاحة لكل معلق أو مذيع أو محلل أن يفعل ويقول ما يريد، وعلينا ألا ننسى أن أزمة كبيرة حدثت بين جماهير مصر والجزائر كان سببها معلقاً ومذيعاً لا يقدران المسئولية.

لا أعرف بالطبع من يحاسب هؤلاء ومن يوجههم، صحيح المجلس الأعلى للإعلام مشكوراً وضع ميثاقاً يتضمن قواعد ملزمة تكفى لضمان إعلام رياضى منضبط، لكن نظل نؤكد أن القواعد والضوابط لا تكفى وحدها، لأننا نحتاج أولاً إلى حسن اختيار لمن يتحمل مسئولية التعليق أو التحليل الرياضى وتأهيل نفسى وعلمى وإعلامى لهم أيضاً ولدينا من يمتلكون القدرة على القيام بهذه المهمة أمثال الرائع حسام الدين فرحات والمخضرم عبدالفتاح حسن.

‏ýأطالب المسئولين فى بلدى بمحاسبة كل من تسول له نفسه استغلال ميكروفون الإذاعة أو استديوهات التحليل وكبائن التعليق فى نشر الفتنة فى المجتمع.

‏ýأطالب بتطبيق حاسم لميثاق الشرف الأخلاقى الإعلامى، وإعادة تنظيم العمل فى الإعلام الرياضى ليقتصر على المتخصصين فى الإعلام، وعودة نجوم الكرة لمكانهم الطبيعى، كمحللين للمباريات أو ضيوف للبرامج الرياضية فقط وتطبيق قواعد المهنية الإعلامية، والقيم الأساسية للإعلام الجيد وعودة تفعيل لجان ماسبيرو لمحاسبة المقصرين والخارجين عن ميثاق الشرف الإعلامى، لأن البرامج الرياضية لها شعبية كبيرة، تكاد تتساوى مع نسب مشاهدة مباريات كرة القدم نفسها، بل إن الإعلاميين الرياضيين أصبح لهم جمهور مثل نجوم الفن والسينما، وهو ما يعزز من برامجهم ويمنحها تفاعلاً كبيراً من خلال صفحات السوشيال ميديا أو بالرسائل القصيرة أو المداخلات الهاتفية، لذا يجب أن نضعهم على الطريق الصحيح، لأن الإعلام الرياضى لا يليق أن يكون بهذا المستوى فى ظل دولة ناجحة وساطعة فى كل المجالات.. فهل من مجيب؟.