رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحوار الوطنى هو تبادل الرأى فى القضايا المهمة بين مختلف فئات الشعب السياسية، وفصائله العاملة، فالتعدد الحزبى والاختلاف الفكرى من طبيعة البشر، لذا تنشأ فى الدول أحزاب سياسية لها رأيها السياسى الخاص، ورؤيتها المستقلة للأمور بناءً على قناعاتها الخاصة، وفهمها وتقييمها للمصلحة، وتنشأ عادة اجتهادات مختلفة من قبل هذه الأحزاب والمسميات، والكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى وجميع فئات الشعب بمختلف انتماءاتها وقد تتعارض فيما بينها، لذا لا بد من اعتماد سياسة الحوار فيما بينها بهدف الخروج إلى رأيٍ توافقيٍ يحقق نظرة وطموح الجميع.

عندما نتدبر آيات القرآن الكريم نجد الحوار حاضرًا فيها فى مثل قوله تعالى «وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا» (سورة الكهف)، ونجد ذكر الحوار حاضرًا أيضًا فى قوله تعالى «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» (سورة المجادلة)، يعتبر هذا دليلا قاطعا على أهمية الحوار وأهمية إتقان آدابه ومهاراته لأنه كان ولا يزال الخطوة الأولى للبحث إما عن حل لمشكلة أو إجابة على تساؤلات قد تدور فى ذهن أحد أطراف الحوار، أو لتسوية خلاف أو لغير ذلك.

الحوار كان ولا يزال الوسيلة الأقدم والأسهل والأسرع للتواصل بين الناس منذ فجر البشرية الأول،هناك ما يشبه اتفاقًا من الجميع طبقًا لقراءة آراء ورؤى الكثيرين حول الحوار الوطنى على حسن النوايا وعدم فرض شروط مسبقة أو محاولة للابتزاز والإملاءات، وعدم الإساءة والتشويه، أو النيل من الجهود والتضحيات، وتظهر أهمية الحوار الوطنى أن الأنظمة الراشدة هى التى تجعل من الحوار الوطنى نهجًا وسياسة لها، فيزدهر بسياستها الوطن.

الدعوة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لإجراء حوار وطنى فى نهاية أبريل الماضى خلال حفل إفطار الأسرة المصرية والذى كان أفضل مناسبة للإعلان عن الحوار الوطنى بين جميع الأطياف السياسية من دون تمييز، بعد أن جلست جميع طوائف الشعب المصرى على مائدة إفطار واحدة على الرغم من اختلافهم اجتماعيًا وثقافياً، الدعوة إلى الحوار تبدو ملهمة ولها أبعاد عديدة، لعل أبرزها تعزيز فكرة تبادل الرؤى بين مختلف الأطياف داخل المجتمع المصري، سواء كانت أحزاب سياسية، أو منظمات المجتمع المدني، أو الحقوقيين أو غيرهم، فمصر فى الوقت الحالى تحتاج إلى مختلف تيارات العمل السياسى لصالح الوطن والمواطن.

ومن المؤكد أن الحوار السياسى سيسهم فى تعزيز عملية البناء الديمقراطى باعتباره نهجًا دائمًا يستهدف تعزيز الرؤى الوطنية وتكاملها، وتدشن لجمهورية جديدة تقبل بالجميع ولا يمكن فيها أن يفسد الخلاف فى الرأى للوطن قضية، وهو التعبير الذى استخدمه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى خلال خطابه والذى يفتح الآفاق أمام التعايش والتوافق بين كل الأطياف أتفاقا وأختلافا من أجل مصلحة مصر.

هناك حاجة ملحة فى الفترة الحالية وفى ظل التحديات العديدة إلى إجراء مثل هذا الحوار الوطنى مع كافة القوى السياسية الوطنية دون تمييز أو استثناء، الدعوة للحوار جاءت فى وقت مهم يتطلب التكاتف المجتمعى مع الدولة فى ظل ما نشهده من عمليات إرهابية وتحديات كبرى، فالحوار المرتقب يشكل فرصة للمجتمع المصرى لبلورة رؤى جديدة تجاه التحديات، وتوافقًا فى الآراء للوصول إلى خطة عمل وطنية لتحقيق آمال المواطنين وما يرجونه من الجمهورية الجديدة، ولنترك الأمر لفعاليات ونتائج الحوار الوطنى وليس اختزال الأمر فى مكايدات ومناكفات أو محاولات الظهور والاستعراض والتنظير السياسى، لأننا جميعًا على طاولة الوطن، ننزع من نفوسنا وعقولنا أية أفكار ونوايا ذاتية أو قضايا شخصية أو حتى حزبية.

[email protected]