رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صفحات من تاريخ الوطن (١٨)

واستمر..

وكالمعتاد كانت قصة الرجل مليئة بالثغرات الكفيلة بنسف أى مصداقية لها، ويمكن تناول هذه الثغرات على النحو التالى:

أ – السؤال البديهى: ما الدافع لذلك؟ أى لماذا تستهدف القوات الجوية مساكن المدنيين أساساً؟ هل مجرد شر مجانى انتقامى؟ أم مجرد خطأ نابع من قلة الكفاءة؟

أما الاحتمال الأول، فجيش مصر أكبر وأذكى من أن يفعل ذلك، فهو لن يخسر محبة الشعب الليبى من أجل لا هدف أو الانتقام الفارغ، أما الاحتمال الثانى فهو مردود عليه، فالقوات الجوية التى قهرت إسرائيل فى الماضى التى يشهد الجميع بكفاءتها فى الحاضر، لن تقع فى خطأ فادح كهذا، ومن ثم فبطلان الدافع ينفى الواقعة برمتها.

ب – شاهد مشكوك فى أمره: استشهد الشريف بناشط ليبى يدعى جوهر، أكد أنه كان احد شهود ما أسماه بغارات الطيران المصرى على المدنيين فى درنة.

وبالتاكيد هذا أمر مضحك، ولا يعول عليه، فيمكن لأى إنسان أن يخرج ويهذى بأى كلام، ولكن الفصل فى إثبات ذلك، هو وجود الدليل، فأين الدليل؟ فالرجل لم يقدم أى دليل على صحة كلامه، بل مجرد شهادة يمكن رفضها بمنتهى السهولة، خصوصاً أن الإعلامى الدكتور محمد الباز قد نجح فى نسف مصداقية الشاهد عندما أظهر الصور التى تثبت انتماءه للإخوان وصلته بتنظيم داعش.

ج – فيديوهات مبهمة: قدم الشريف ثلاثة فيديوهات مبهمة لطائرات تقصف من بعيد مبانى فى محيط سكنى.

ولكن لم يقدم أى دليل على أن هذه الطائرات هى تابعة للقوات الجوية المصرية، أو إنها التى استهدفت هذه الأهداف فى فبراير 2016، أو إنها مصورة فى درنة من الأساس، ومن ثم فهذه فيديوهات لا يمكن الارتكان إليها أصلاً.

د- قسم الزانى لا يصدق:- كرر الشريف فى حلقته القسم بالله العظيم أكثر من مرة على صحة ما يقدم وعلى صحة فيديوهاته بالخصوص.

وبالتأكيد لا يمكن تصديق قسم الشريف فلا فضائحه الجنسية ولا أكاذيبه الماضية، ولا كرهه لوطنه، ولا أسلوبه الغوغائى يجعلنا قادرين على منحه الثقة أو تصديقه، هذا فضلاً عن أن مناقشة الأمور الجسيمة يكون عبر الأدلة والبراهين الجازمة وليس عن طريق إلقاء القسم أو اليمين.

ه – البوست المجهول: قدم الرجل بوست من صفحة تخص إحدى الحضانات فى درنة ترثى فيه أحد تلاميذها واسرته الذين قتلوا فى غارات الطيران المصرى.

وبالرغم من أن الإخوان فى الكثير من بلاد العالم ومنها ليبيا يمتلكون العديد من الاستثمارات فى مجال التعليم ومنها المدارس والحضانات، وليس من المستبعد أن تكون هذه الحضانة من بينهم، ويكون هذا البوست جزءاً من الحرب المعلنة من الإخوان ضد الدولة المصرية، وجزءاً من سعيها لتحويل ثأرها لشهدائها إلى عمل مشين.

أقول بالرغم من ذلك سوف أفترض صحة البوست، وسوف أتساءل وأقول: هل وقوع ضحايا مدنيين ينفى رواية المؤسسة العسكرية المصرية أو يدينها؟

بالتاكيد لا وذلك لأن داعش، عندما تسيطر على أية مدينة، كانت لا تقيم معسكراتها ومخازن سلاحها إلا فى وسط المدنيين، حتى تتخذ منهم عند الحاجة دروعاً بشرية، وقد شاهدنا ذلك فى سوريا والعراق.

والغريب أن بعد هذه الأكاذيب الحاقدة والغبية، يكرر الشريف فى حلقته القول بأنه لا يكره الجيش المصرى، أو يحقد عليه، كما يشيع النظام وأنصاره عنه، بل بالعكس، فهو يدعى حبه، وأنه يفعل، ما يفعل من باب حبه وحرصه على الجيش، الذى يريد تخليصه، مما حدث له.

ونسى هذا الكذوب سليط اللسان أن جيش مصر لم ولن يفقد بوصلته الوطنية أبداً، وأنه مؤسسة وطنية فى دولة ذات سيادة، تدافع عن مصالح الشعب واستقلال الوطن، وتطيع قيادتها السياسية الشرعية الوطنية، وأن هذه الفيديوهات لا تؤثر قيد أنملة فى عقيدة رجالها، ولا محبة الشعب لهذه المؤسسة الوطنية، ومهما ادعيت أيها الشريف حبك لجيش المصرى، فأفعالك تكذب ذلك.. فنعم يا عبدالله الشريف أنت تكره الجيش المصرى.

 

عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع.