رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد عصر طويل من الاستقرار السياسى، انقسمت البلاد وشهد عصر الانتقال الأول انهيار الدولة والسلطة المركزية وطغيان سطوة حكام الأقاليم المصرية وبزوغ نجمهم. وفى النصف الثانى من عصر الأسرة الحادية عشرة، ظهر الفرعون مونتو حتب الثانى نب حبت رع ووحّد مصر؛ فأصبح الموحد الثانى للأرض المصرية بعد الملك مينا الأول، وأسّس الدولة الوسطى.

حكم الملك مونتو حتب الثانى حوالى 51 عامًا. ووحد مصر تحت سلطة ملك واحد فى حوالى عام حكمه التاسع والثلاثين، منهيًا بذلك عصر الانتقال الأول، ومؤسسًا عصرًا من الاستقرار السياسى والرخاء الاقتصادى للبلاد.

وعندما صعد مونتو حتب الثانى لحكم البلاد فى منطقة طيبة (الأقصر الحالية)، كان يحكم جزءًا كبيرًا من البلاد والذى ورثه عن سابقيه يبدأ من الجندل الأول فى منطقة أسوان جنوبًا إلى الجنوب من منطقة أبيدوس فى محافظة سوهاج فى صعيد مصر شمالاً.

وفى العام الرابع عشر من حكمه، حدث صراع فى الشمال ضمن الصراع الأزلى بين الشمال والجنوب بين الملك مونتو حتب الثانى الموجود فى طيبة وبين بقايا الأسرة العاشرة المنافسة له والموجودة فى منطقة هيراكليوبوليس (إهناسيا المدينة فى محافظة بنى سويف) والتى كانت تهدد بغزو مصر العليا حيث كان يسيطر الفرعون مونتو حتب الثانى. وقد تمت تسمية هذا العام «عام جريمة الإقليم الثيني» فى إشارة واضحة إلى غزو منطقة الإقليم الثينى فى محافظة سوهاج من قبل ملوك منطقة هيراكليوبوليس الذين قاموا بالاعتداء على الجبانة الملكية المقدسة فى منطقة أبيدوس فى سوهاج. فقام الملك مونتو حتب الثانى بإرساله جيوشه المقاتلة إلى الشمال للرد بالقوة على ما قام بها ملوك منطقة هيراكليوبوليس.

وأكبر دليل على هذه الحرب المقدسة لتوحيد البلاد هو عثورنا على أجساد ملفوفة فى الكتان وغير محنطة لحوالى ستين جنديًا فى مقبرة الجنود الشهيرة فى منطقة الدير البحرى فى الأقصر فى عشرينيات القرن العشرين الماضى. وعثرنا على اسم الملك مونتو حتب مكتوبًا على الأغطية الكتانية التى كانت تلف بها أجسادهم. وتم قتل هؤلاء الجنود فى معركة الشرف فى الرحلة الطويلة لتوحيد مصر المبعثرة آنذاك. ونظرًا لقرب هذه المقبرة الخاصة بهؤلاء الجنود من المقابر الملكية فى منطقة طيبة، نعتقد أن هذه المقبرة تخص الأبطال الذين حاربوا وماتوا فى الصراع الدموى بين الملك مونتو حتب الثانى وأعدائه من ملوك الشمال المنافسين له. وبموت حاكم مصر السفلى فى هذا الصراع، ضعفته مملكته، ما جعل الفرصة سانحة أمام مونتو حتب الثانى لتوحيد مصر. وعلى الرغم من أن تاريخ التوحيد غير مؤكد، فربما حدث قبل العام 39 من حكمه.

وكذلك أمر الملك بخروج حملات عسكرية إلى النوبة كى يعيد النوبة إلى السيادة المصرية وأقام حامية فى إلفنتين فى أسوان. وقام أيضًا بأنشطة عسكرية فى أرض كنعان فى جنوب فلسطين.

الملك مونتو حتب الثانى نب حبت رع ملك عظيم وقائد عسكرى فذ أعاد مصر إلى الوحدة والسيادة والمجد والرخاء، فتم توقيره من قبل ملوك مصر اللاحقين وذلك لعظيم دوره وجميل صنيعه من أجل مصر الخالدة.

 

مدير متحف الآثار- مكتبة الإسكندرية

[email protected]