رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

وقعت مصر رسميًا الأربعاء الماضى ٨ يونيه على استضافة الدورة السابعة والعشرين للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، فى مدينة بون بألمانيا، حيث استضافت باتريشيا اسبينوزا السكرتيرة التنفيذية للاتفاقية الإطارية التابعة للأمم المتحدة، فى ألمانيا، الدكتور سامح شكرى وزير الخارجية المصرى ورئيس الدورة السابعة والعشرين للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ الذى قام بتوقيع الاتفاقية ودعوة العالم للمشاركة فى قمة المناخ المزمع انعقادها فى شرم الشيخ نوفمبر المقبل.

*** يا سادة.. تطور ملحوظ شهده ملف البيئة فى مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ أن تولى منصبه قبل ٨ سنوات، وذلك لإيمانه بقضايا البيئة ودورها فى تحقيق التنمية المستدامة التى تطمح لها مصر. ووضع الرئيس ملف البيئة ضمن أولويات الأجندة الوطنية، وشهدنا علامات فارقة فى هذا الملف زادت من تنامى دور مصر فى المجال البيئى على الساحة الإقليمية والعالمية، وهو ما ظهر فى العديد من المجالات البيئية خصوصًا مع توجيهاته المستمرة بتكامل جهود تحسين منظومة البيئة مع الاستراتيجية العامة للدولة للإدارة الرشيدة للنظم البيئية والموارد الطبيعية. كما وجه بضرورة التوسع فى استخدام الطاقة النظيفة من الغاز الطبيعى وكذلك استكمال منظومة التعامل مع المخلفات الصلبة لا سيما مخلفات البناء وذلك فى ظل المشروعات الإنشائية والعمرانية العملاقة الحالية والمستقبلية، حيث تمت مراعاة المعايير البيئية فى مشروع العاصمة الإدارية، كما تم تبنى مشروعات لوقف تلوث البحيرات كبحيرة المنزلة والحفاظ على نهر النيل ووقف التعدى عليه وقامت مصر بدور إيجابى لصالح الدول النامية فى مؤتمر تغير المناخ ببولندا.. وقادت مصر المجموعة الأفريقية فى المفاوضات متعددة الأطراف الخاصة باتفاقات تغير المناخ واستضافت مصر فى 2018 مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجى واستطاعت أن تحشد 561 مليون دولار لتنفيذ مشروعات تغير المناخ وانطلاق حملة للوعى البيئى «اتحضر للأخضر» والانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الخريطة التفاعلية لمخاطر ظاهرة التغيرات المناخية على مصر..

*** يا سادة... ملف التغيرات المناخية كان على رأس أولويات الرئيس السيسى، فدائمًا ما يؤكد أن قضايا البيئة وتحدياتها تحتل حيزًا كبيرًا من الاهتمامات المصرية، كونها تعد جزءًا لا يتجزأ من منظومة التنمية المستدامة المنشودة، وأن تغير المناخ يعتبر من أخطر تلك القضايا، لما يمثله من تهديد مباشر.. وقد تولت مصر فى عهد السيسى مهمة كبيرة بالعمل لتحقيق مصالح المنطقة الأفريقية والعربية والقيام بدور محورى فى المفاوضات متعددة الأطراف الخاصة باتفاقات تغير المناخ، وظهر هذا خلال مفاوضات اتفاق باريس 2015، إذ قادت مصر المجموعة الأفريقية وعملت على توحيد الصوت الأفريقى وتحقيق مصالحه، وتم إطلاق مبادرتين هامتين وهما المبادرة الأفريقية للتكيف مع آثار التغيرات المناخية والمبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة... ونجحت مصر بحهود رجالها المخلصين فى استضافة مؤتمر المناخ cop27.. وأطلقت مصر الموقع الإلكترونى الرسمى لقمة المناخ ووجه الرئيس السيسى كلمة ترحيب بضيوف مصر استعرض فيها الماضى والحاضر والمستقبل فى مجال البيئة، حيث أكد فى كلمته «أن استضافة مصر الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف فى مدينة شرم الشيخ الخضراء هذا العام تصادف لذكرى الثلاثين لاعتماد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. فى الثلاثين عامًا التى تلت ذلك قطع العالم شوطًا طويلاً فى مكافحة تغير المناخ وآثاره السلبية على كوكبنا نحن الآن قادرون على فهم العلوم الكامنة وراء تغير المناخ بشكل أفضل، وتقييم آثاره بشكل أفضل، وتطوير الأدوات بشكل أفضل لمعالجة أسبابه وعواقبه... بعد ثلاثين عامًا وستة وعشرين مؤتمرًا من اجتماعات الأطراف أصبح لدينا الآن فهم أوضح لمدى أزمة المناخ المحتملة وما يجب القيام به لمعالجتها بشكل فعال. العلم موجود ويظهر بوضوح الحاجة الملحة التى يجب أن نتصرف بها فيما يتعلق بالتخفيض السريع لانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، واتخاذ الخطوات اللازمة لمساعدة أولئك الذين يحتاجون إلى الدعم للتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ.. فى عام 2015 اجتمع العالم وأظهر الإرادة لتقديم الحلول الوسط اللازمة التى أدت إلى الاعتماد الناجح لاتفاق باريس. اليوم وفى ضوء الرسائل الواضحة فى التقارير الأخيرة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وبعد COP26 فى جلاسكو نحن مدعوون مرة أخرى للعمل بسرعة إذا أردنا حقًا تحقيق هدف 1.5 درجة، وبناء قدرتنا على الصمود، وتعزيز قدرتنا على التكيف، فى حين أن هذه بلا شك تعهدات كبرى. مع وضع ذلك فى الاعتبار، تتطلع مصر وشعبها إلى الترحيب بكم جميعًا فى COP27 فى شرم الشيخ، حيث نثق بأن العالم سيجتمع معًا مرة أخرى، لإعادة تأكيد التزامه بأجندة المناخ العالمى على الرغم من الصعوبات والشكوك التى تنطوى عليها. أنا واثق من أن جميع الأطراف وأصحاب المصلحة سيأتون إلى شرم الشيخ بإرادة أقوى وطموح أعلى بشأن التخفيف والتكيف وتمويل المناخ، مما يدل على قصص النجاح الفعلية فى تنفيذ الالتزامات والوفاء بالتعهدات. أعتقد بشدة أن COP27 هو فرصة لإظهار الوحدة ضد تهديد وجودى لا يمكننا التغلب عليه إلا من خلال العمل المتضافر والتنفيذ الفعال. نظرًا لأن مصر الرئاسة القادمة لن تدخر أى جهد لضمان أن يصبح COP27 هو اللحظة التى ينتقل فيها العالم من التفاوض إلى التنفيذ وحيث تتم ترجمة الكلمات إلى أفعال، وحيث شرعنا بشكل جماعى فى السير على طريق نحو الاستدامة، والانتقال العادل، وفى النهاية مستقبل أكثر اخضرارًا للأجيال القادمة مرحبًا بكم فى شرم الشيخ».

***يا سادة.. كلمات الرئيس الصادقة هى دعوة لكل المجتمع الرسمى والمدنى الداخلى والخارجى المحلى والإقليمى والأفريقى والدولى، حيث إن المجتمع المدنى قوة لا يُستهان بها فى الدول المتحضرة لأنها شريك أساسى فى مشاريع التنمية والتقدم ولأهمية تواجدها ودورها فى المجتمع المصرى تم اختيار عام 2022 عام للمجتمع المدني... ولعب المجتمع المدنى فى مجال البيئة دورًا محوريًا إزاء مواجهات آثار التغيرات المناخية ومؤتمر المناخ ونجحت إحدى جمعيات المجتمع المدنى وهى المكتب العربى للشباب والبيئة برئاسة رائد المناخ المصرى دكتور عماد عدلى فى إنشاء مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ cop27» وجمع كل الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى العاملة فى مجال البيئة والتنمية... ونجحت المبادرة والتف حولها الإعلام والصحافة وتم أطلاق «شبكة إعلاميون من أجل المناخ» كأول شبكة تضم الإعلاميين المصريين المعنيين بقضايا التغيرات المناخية، للتأكيد على أهمية الدور الذى يمكن أن يقوم به الإعلام فى مختلف القضايا التنموية، وفى مقدمتها قضية التغيرات المناخية، وحشد جهود كافة الأطراف المعنية بالعمل المناخي.

جاء إطلاق شبكة «إعلاميون من أجل المناخ» خلال ورشة العمل للإعلاميين المهتمين بالشأن البيئى فى إطار مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، التى أطلقتها جمعية المكتب العربى للشباب والبيئة، بالمشاركة مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، والمنتدى المصرى للتنمية المستدامة، وبرنامج المنح الصغيرة/ مرفق البيئة العالمية، كأول مبادرة تسعى إلى حشد جهود منظمات المجتمع المدنى للمشاركة فى التحضيرات الجارية لاستضافة قمة المناخ، التى تُعقد لأول مرة فى مصر.

همسة طائرة... يا سادة لعل ما يشهده العالم من تغييرات مناخية فى كل مدينة فى العالم فى وقت يعيش أو يتعايش هذا العالم مع جائحة كورونا يجعلنا ننتظر من مؤتمر المناخ «cop27» الذى سيعقد فى مصر الكثير والكثير وهذا ما تسعى له الحكومة المصرية إذ تسعى الحكومة إلى تقديم مدينة «شرم الشيخ»، مقر استضافة «كوب 27»، كـ«نموذج واقعي» للعالم لإمكانية مواجهة آثار تغير المناخ، وذلك بتحويلها إلى «مدينة خضراء»، تعتمد «الإجراءات البيئية النظيفة». وأطلقت مصر مؤخراً «الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050»، التى وصفتها دكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بأنها «إطار شامل يتناول إلى جانب إجراءات التخفيف والتكيف، حوكمة المناخ والأدوار والمسئوليات، والبنية التحتية لنظم تمويل المناخ، ودور العلم والتكنولوجيا، فى ظل مسار الدولة لتحقيق التنمية المستدامة ودعم الأسواق الناشئة»... ليظل «cop27» مؤتمر المناخ بشرم الشيخ علامة فارقة وشهادة على ازدهار البيئة فى مصر على مدى ٨ سنوات من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى.