رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل



منذ زمن بعيد، أطرح على نفسى سؤالًا أجوبته كثيرة ومتعددة لماذا مصر..؟! صحيح أن السؤال يحتاج إلى تفسير يعنى إيه لماذا مصر..؟! أقصد بالسؤال أن مصر حينما تُذكر فى أى محفل من المحافل أو أى مؤتمر من المؤتمرات العالمية أو العربية إلا وتجد أن كلمة مصر، التى ذكرها الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز، تؤلم مسامع البعض من ولاد العم والعروبة، مجرد ذكر كلمة مصر تجد ملامح وجوههم تتبدل، وتتغير، وتشعر بأن حية لدغته أو أصابته فى مقتل.
عشت فى الخليج فترة من الزمن ليست بالطويلة، ولكنها سنوات عدة تألمت فيها أكثر من سعادتى، كنت أشعر خلال السنوات الخمس، أنه غير مرغوب فى كمصرى أو فرعونى وأننى من جلدة أخرى، أو طين أسود لا حق لى فى الحياة، مضت هذه السنوات كأنها دهر، إلى أن جاء الخلاص من الغربة المميتة الممقوتة بعد أن هاجم أحد رسامى الكاريكاتير مصر فى إحدى رسوماته وانتفض بداخلى العرق الصعيدى أو بالأحرى انتفض الدم فى عروقى، كيف لهذا الرسام أن يضع مصر موضع السخرية أو التهكم على بلدى..؟! وكانت ثورتى التى وصلت إلى مسامع سفير مصر والقنصل بهذا البلد، ثم كان الاتصال من قنصلنا وقتها وكان القنصل محسن بهاء الدين، وعاتب رئيس تحرير الصحيفة الذى بدوره اعتذر عما بدر من الرسام.. ويشهد على هذه الواقعة الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ سامى صبرى المشرف العام على بوابة الوفد الإلكترونية..
خلاصة الموقف أن رئيس التحرير العربى لم يعجبه موقفى تجاه بلدى وأخبرنى بأنه تم فسخ العقد المبرم بينى وبين المؤسسة الصحفية العريقة بهذا البلد.
حقيقة الأمر لم أغضب أو أحزن، بل قلت الحمد لله إننى أخرج منها معافى، وأننى فعلت ما يجب أن يفعله أى وطنى محب لبلده مهما كانت الإغراءات والأموال، بمعنى آخر أننى لن أطأطئ رأسى وأضعه فى رمالهم من أجل راتب كويس أفضل من راتب بلدى وفضلت أن أعلن غضبى على كل من يمس كرامة مصر أو كرامتى بأى شكل من الأشكال وعدت إلى بلدى غير آسف أو نادم..
إننى لا أدّعى الوطنية، فالوطنية لا تحتاج إلى ادعاء أو إثبات، وإنما هى تركيبة جينية صعب أن يفككها أحد مهما كان؛ المؤلم أنك تعيش فى وطنك غريباً، تعيش ملاحقًا من جهات أو أشخاص، رغم أنك لم تحمل ضغينة لأحد أو لبلدك، وتسأل نفسك العديد من الأسئلة التى لا تجد لها إجابات شافية نافعة: ماذا فعلت لكى تُلاحَق أو يُلاحَق ابنك أو أولادك..؟!
لقد دفعت ثمن وطنيتى وحبى لبلدى مصر، ومستعد أن أدفع أكثر وأكثر ولا أنتظر أى مقابل..
عشت لم أنافق أحداً، لم أتملق أحداً، لم أمد يدى إلى الحرام قط.. هل يكون جزاء هذا أن تخسر وتُلاحق من البعض أو تُسجل فى سجلات المغضوب عليهم لأنك وطنى؟ لماذا هذه الكلمات الآن رغم مرور أكثر من عشرين سنة على تركى للعمل خارج مصر..؟!
لقد قرأت كلمة لونستون تشرشل يقول فيها: «لديك أعداء.. عظيم.. هذا يعنى أنك فى أحد الأيام وقفت مدافعًا عن شىء ما».
تحيا مصر..