عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن




القاعدة التى درسناها وتعلمناها أن الإعلام القومى ليس مطلوبًا منه المكسب المادى، وإنما الرسالة التى يؤديها كمنبر يعبر عن ثوابت الدولة وتوجهاتها، ويدافع عن قيمها ويساند مؤسساتها الوطنية، والصحافة القومية كجزء من هذه المنظومة لا يمكن أن ننظر إليها إلا فى هذا الإطار، لأننا نظلمها إذا تعاملنا معها بمنطق إما المكسب أو الإغلاق أو الدمج، لأننا بذلك نخسر سلاحًا مهمًا قد يكون الآن فى مرحلة ضعف بسبب ظروف عديدة لا مجال لذكرها، لكن مع بعض المساندة المبنية على رؤية وخطة علمية يمكن أن يستعيد هذا السلاح قوته ويفرض تواجده وتأثيره من جديد.
اعلم أن الهيئة الوطنية للصحافة، وكل من فيها مخلصون، تواجه تحديًا صعباً، فما تنفقه الصحف القومية كثير فى وقت تتراجع فيه نسبة الدعم المقدم لها من الدولة وينخفض توزيع الصحف الورقية، لكن كنت أتمنى أن يكون قرار مثل دمج مجلة أو تحويل مطبوعة إلى الكترونية مدروسًا ويمر بمناقشات يشارك فيها كبار المهنة وخبراؤها، وأعتقد أنه لو حدث ذلك لما صدر قرار مثل تحويل المساء إلى الكترونية أو دمج مجلتى الكواكب، التى تجاوز عمرها ٩٠ عاماً، وطبيبك الخاص التى تجاوزت الخمسين عاماً، وليس لهذا الأمر علاقة بمجلة حواء فهى محل تقدير، كمطبوعة نسائية عريقة، تستحق كل الدعم، لكن الكواكب أيضًا اقدم مجلة فنية فى الشرق الأوسط وبدلًا من الدمج كان يمكن أن تجد الهيئة أكثر من حل سواء تحويلها إلى شهرية أو إيجاد رعاة لها، يضمنون توفير تكلفة إصدارها ولن تعجز الهيئة بدعم من أجهزة الدولة عن التوصل إلى ذلك، عمومًا الكواكب حالة وليست كل القضية، لأن الأمر أكبر من ذلك بكثير.
الأمر يرتبط بسؤال واضح.. هل تريد الدولة بقاء واستمرار الصحافة القومية أم لا؟..
الإجابة الاكيدة لا اعرفها لاننى لست مطلعًا ولا املك كل ما لدى متخذى القرار من معلومات وحقائق.
لكن توقعى أن الدولة لا يمكن أن تفكر فى الاستغناء عن وسائل الإعلام القومية، لأنها ستخسر كثيراً، بل أعتقد أن الخسارة التى تتحملها الدولة فى الانفاق على تلك المطبوعات أقل كثيرًا من خسارة اغلاقها أو دمجها، فتلك الصحف هى ظهير الدولة والمدافع الأول عن مصالحها ولا غنى عنها سواء صحافة أو مجلات قومية أو مبنى ماسبيرو، خاصة فى زمن تواجه فيه الدولة المصرية تحديات ثقافية وفكر، وحرب شائعات وأكاذيب ومخططات هدم، تتطلب تقوية هذه المؤسسات التى لا بديل عنها ولا يمكن أن تحل محلها لا صحف ولا قنوات خاصة.
علينا أن ندرس الامر بحكمة أكثر وننظر فى كل ما شهدته السنوات الأخيرة من تطورات حتى نحكم على الوضع بشكل أكثر موضوعية.
لكن المهم أن نقف على الأسباب التى اوصلتنا إلى هذا المشهد الحالى وفرضت علينا قرارات صعبة لم يكن من السهل اتخاذها.
أعتقد أن المهندس عبدالصادق الشوربجى وهو واحد من أبناء المؤسسات القومية اصحاب الرؤية، وكذلك اعضاء الهيئة قادرون على مراجعة الأمر بشكل كامل، فليس من العيب أن نراجع انفسنا، طالما اننا نسعى للأصوب، وهو الحفاظ على أحد أهم اسلحتنا ضد الكارهين لمصر، ونصون جزءا من تاريخنا الثقافى والفكرى والسياسى، ويكفى أن نعلم أن هناك دولا تتمنى أن يكون لها تاريخ مثل تاريخ مصر فى الإعلام والصحافة، وتحاول شراء برندات عالمية وقنوات وصحف حتى تصدر للعالم أنها صاحبة تاريخ.
‏‎يا سادة لا بديل عن صحافة قومية قوية لأن السوشيال ميديا لن يسجل تاريخ مصر.