عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِي

قالوا فى الأمثال «الصراحة راحة» الصراحة لمن تُحب فضيلة..فى زماننا هذا وما نمر به من ظروف معيشية وحياتية وما نسمعه من حالات انتحار أو قتل وذبح أب أو أُم لأبنائهم أو أبناء لوالديهم أصبح لزاما علينا أكثر من أى وقت أن نتحاور وأن نتصارح لنخفف عن أنفسنا عبء الوحدة والعزلة والفشل.. كل منا لديه همومه ومشاغله والبوح بما لديه لمن يحب، وفتح قنوات للحوار يفتح آفاقا للتفاهم وإيجاد حلول للكثير مما نعانيه.. ينطبق هذا على الزوجة والزوج والأبناء ووالديهم والمجتمع والحكومة والدولة. فالكتمان والتجاهل وغلق قنوات الحوار سيؤدى إلى أمرين لا ثالث لهما إما أن تكتئب أو تنفجر وكلاهما مر وعواقبه وخيمة.

تعالوا نتحاور ونتصارح ونعرض مشاكلنا ونكشف عن همومنا، من المؤكد أننا سنصل إلى حلول تقودنا إلى نتائج أفضل مما نحن فيه.. كيف سيكون حال الأسرة إذا حكت الزوجة عن همومها وعرضت أوجاعها لزوجها وكذلك الزوج إذا فضفض لزوجته عن همومه ومشاكله، فكيف سيكون حال هذه الأسرة، فالصراحة لمن نحب فضيلة والكتمان رذيلة.. من المؤكد أن تحاور الزوجة مع زوجها والزوج مع زوجته سيكشف عن الكثير مما هو غائب فى ظل الكتمان..الأبناء لماذا لا يتحاورن مع آبائهم وأمهاتهم وكذلك الأباء لماذا لا يتحاورن ويصارحون أبناءهم ويكشفون همومهم بغية الوصول إلى حلول وفتح نوافذ عديدة مغلقة فى ظل الكتمان..احذروا التجاهل والكتمان فإنهما مقدمات لنتائج مفزعة تهدد كيان الأسرة..جرب أن تدير حوارا مع أخيك أو اختك..جربِ أن تديرى حوارا مع أبيكِ أو ابنك.. لا تقللوا أو تسخروا من النتائج فحتما ومع التعود ستصلون إلى تفاهم.

على أصحاب القرار وقادة القوم أن يتحملوا صراحة الاتباع فالصراحة مهما قست تبدد السحب..المهم أن لا تبالغ فى الصراحة حتى لا تسقط فى بئر الوقاحة ولا تشطح فى المجاملة حتى تقع فى دائرة النفاق.

لمن يضيق صدره إذا واجهه الآخرون بالصراحة فيغضب وينفعل ولا تنضبط ردود أفعاله مما يجعل الآخرين يحجمون عن مصارحته ومناصحته. ليته يعلم أن المصارحة والمناصحة خير من الغش والنفاق وإظهار الرضا مع إبطان البغض والكره له ولأفعاله.

وقد كان العقلاء والصالحون يطلبون الصديق الناصح ويحرصون عليه لعلمهم أنه أحد أسباب نجاتهم فى العاجل الآجل. رُوى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ذكرت عنده امرأة بسوء وقد غاب زوجها فبعث إليها فقالت: يا ويلي، ما لي ولعمر، فبينما هى فى الطريق ضربها الطلق لخوفها من عمر فألقت ولدا فصاح الصبى صيحتين ثم مات، فاستشار عمر أصحابه، فأشار بعضهم أن ليس عليك شيء، وعلى رضى الله عنه جالس لا يتكلم فأقبل عليه عمر قائلا ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال: إن كانوا قالوا برأيهم فقد أخطأ رأيهم، وإن كانوا قالوا فى هواك فلم ينصحوا لك، إن ديته عليك؛لأنك أفزعتها فألقته. فضمن عمر دية الجنين. وبهذه الصراحة كانت الحقوق لا تضيع، وكان أصحاب الحقوق لا يتعتعون فى نيل حقوقهم.

لا خير فيكم إذا لم تقولوها.. نعم هكذا قرر عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين قام رجل يأمره بتقوى الله عز وجل فاعترض بعض الحاضرين، فقال عمر رضى الله عنه: دعوه فليقلها، لا خير فيكم إذا لم تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نقبلها. هكذا كان السلف الصالح وبهذا كانوا قادة عظامًا فتحوا الفتوحات ونشروا العدل والحق وذاع صيتهم بين الأمم.

[email protected]