عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

لا أعلم من أين أبدأ مقالى هل من مشاعر فى المشاعر؟! أم من خادم الحرمين الشريفين الذين لا أستطيع أن أصفهم إلا بالرحمة التى وضعها الله فى قلوبهم، فبالتأكيد هذا المكان الشريف العظيم لا يعمل به الا من كان قلبه رحيما ويتسم بالإنسانية، فمن شاهدهم وتعامل معهم لا يجد إلا الابتسامة على وجوههم والرحمة والطيبة فى قلوبهم تجعلك تشعر بالآمان فى هذا المكان الآمن، تجدهم يقدمون يد العون والمساعدة للكل بحب، ففى هذا المكان الذى اجتمعت فيه كل الجنسيات وتحقق صدق قول الله سبحانه وتعالى «إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»، فتجد بالرغم من اختلاف اللغات والجنسيات إلا أن لغة الابتسامة والرحمة والحب أى الأخلاق الحميدة لغة التواصل بين الجميع، تجد الكل يتسارع فى فعل الخيرات، تجد من أنهكت قلبه وروحه متاعب الحياة ولم يجد ملجأ ولا متكأ إلا الله، تقف لبرهة من الوقت وأنت تسمع بكاء البعض وتنصت لهموم البعض الآخر لتجد أن الجميع مُبتلى باختلاف أنواع ودرجات الابتلاء لتتأكد أن هذه الدنيا دار ابتلاء، دار امتحان، ممتحنون فيما أتانا الله من فضله، كما ورد فى بعض خطب النبى: (أن الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليعطى، ويبتلى ليجزى)، فهناك من ترى البسمة بقلبه قبل أن تكون بوجهه ليُشعرك بمعنى الرضا والقبول والقناعة، تعلم تمام العلم فى هذا المكان الطاهر الشريف حقيقة الدنيا، لتتأمل للحظة وتستشعر مشاهد من يوم القيامة ويوم الحشر التى نبأنا الله عنها فى مُحكم كتابه، بخلاف شعورك انك ضيف فى بيت الله تعالى الذى لا يعجزه شيء فى الأرض وفى السماوات.

فالله سبحانه وتعالى قادر على كل شىء، وقادر على تحقيق كل أحلامك وما تظنه مستحيلا ويتطلب معجزات لتحقيقه، فالمعجزات لا يحققها إلا صاحب المعجزات وهو الله سبحانه وتعالى؛ كما لا يسعنى إلا أن أتقدم بالشكر لخادم الحرمين الشريفين على قدرته على التنظيم وخاصة بعد غلق الصلاة فى الحرمين الشريفين وقت فيروس كوفيد ١٩ ومن ثم إعادة فتح الصلاة وتوافد العديد شوقا للزيارة والتعبد وأداء العمرة والحج فى هذا المكان الطاهر ولكن بضوابط وشروط حفاظا على سلامة المواطنين؛ مما يتطلب منهم حسن الإدارة والتنظيم والقدرة على السيطرة ليخرج لنا فى النهاية منظر رائع للمصلين بهذا المكان الطاهر ليزداد هذا البيت تشريفا ومهابة.

 عضو مجلس النواب