رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

ــ إن التعود يلتهم الأشياء، فحين يتكرر ما نراه نستجيب له بشكل تلقائى كأننا لا نراه، حيث لا تستوقفنا التفاصيل المعتادة كما استوقفتنا فى المرة الأولى، فنمضى وتمضى بنا الحياة كأنها لا شىء فليس أضر على الإنسان من التعود على النعمة، فحين يألف الإنسان النعم وكأنها ليست نعمًا هنا يفقد الإنسان الإحساس بها، وكأنها حق مُكتسب، فعلينا ألا نجعل الحياة ترغمنا على أن نألف النعم، بل يجب علينا أن نألف الحمد والشكر، فإن الشكر يحبس النعم، قال تعالى «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ» الآية 3 سورة فاطر.

ــ كثيرًا ما تعترينا الهموم والأحزان بسبب زوال النعم، وفقد ما كنا نرجو بقاءه، كالأهل والمال وغيرهما والإنسان فى هذه الحالة يحتاج إلى ما يضمد جراحه ويداوى أحزانه، وهنا لابد للإنسان أن يتسلح بسلاح الصبر والدعاء كما قال تعالى «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ» الآية 45 سورة البقرة.

ــ إن نعم الله لا تعد ولا تحصى وهذه النعم جميعًا لا تجتمع لأحد، وإنما جرت سنة الله سبحانه وتعالى فى خلقه أن يرزق من يشاء بما يشاء من نعمه، بحيث يكون الإنسان راضيًا وقانعًا بما رُزق به ولا ينبغى للمرء أن ينظر فى النعم إلى من هو فوقه وإنما ينبغى أن ينظر إلى من هو دونه،عن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «انْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أَن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ ».

ــ إذا سُئلت عن حالك فلا تقل لا جديد فأنت فى نعم كثيرة لا تحصى قد جددها الله سبحانه وتعالى لك فى يومك هذا وواجب عليك حمده وشكره، فمن الممكن أن يحرمها من غيرك فى ذاك اليوم فكم من آمن أصبح خائفًا وكم من صحيح أصبح سقيمًا وكم من عاملٍ أصبح عاطلًا وكم من غنى أصبح محتاجًا، إنها الحياة متقلبة لا تستقر على حال فهى بين هذه وتلك.

ــ إن رحلة الحياة ابتلاء فالدنيا دار ممر وليست دار مقر، وعلينا أن نأخذ العبرة من أسلافنا ونقرأ التاريخ لكى نحصن أنفسنا لما نمر به من ظروف هذه الأيام، جاءت نتيجة جائحة كورونا وأعقبها جائحة أوكرانيا وقبلها الأحداث الدامية التى رافقت ما سُمى بالربيع العربى والتى أقضت مضاجعنا حين هرب الأمن والأمان، فلابد من الصبر وبذل الجهد حتى نعبر هذه الأزمة.

ــ إن الطاقات البشرية لا حدود لها إذا أُحسن استغلالها أتت بكل خير، والدولة لا يمكن أن تتقدم وتواجه مشاكلها إلا بسواعد أبنائها، فعلينا أن نكون على قلب رجلٍ واحد حتى تسير القافلة إلى هدفها ولا يتخلف منها أحد حتى لا يهلك فإن الذئب يأكل القاصية من القافلة والصحراء شاسعة والظروف قاسية والهدف عظيم، فعلينا أن نجمع طاقاتنا حتى نعبر هذه الأزمة الطارئة بإذن الله، والتاريخ يذكرنا أن مصر العظيمة قد مرت فى عصورها المختلفة بظروف قاسية، ولكنها بفضل الله ثم بفضل سواعد أبنائها قد عبرت إلى الأمن والأمان، إنها مصر العظيمة.