مسافة السكة
الكثير منا لديه أحلام وأمنيات وأهداف يسعى لتحقيقها، ولكن القليل فقط هم من يسعون ويجتهدون من أجل تحقيقها، فهناك فرق بين أن تتمنى وبين أن تسعى لما تتمناه وتسعى لتحقيقه، عليكم السعى وعلى الله الرزق، وقد حدثنا القرآن عن أهمية السعى، فالله بيده كل شىء ويقول للشىء كن فيكون، وهو قادر على تحقيق ما تتمناه، ولكنه يريد منا السعى وله حكمة بالتأكيد فى ذلك، لكى تشعر بأهمية ما سعيت له ومن ثم المحافظة عليه، فإذا تحقق ما تتمناه بلا جهد فحتماً لا تشعر بأهميته ومن ثم لن تحافظ عليه، فالبشر دائماً يحافظون على أى شىء يشعرون بقيمته.
وضرب الله لنا فى محكم كتابه أمثلة على ذلك: فالله سبحانه وتعالى أمر السيدة هاجر بالسعى بين جبلين حتى تستطيع أن ترتوى بها! فجاءها زمزم، كما أمر الله السيدة مريم بهز جذع النخلة: «وهزى إليك بجذع النخلة»، سؤال قد يراود الكثير، فالله قادر على أن يفجر المياه للسيدة هاجر دون أن تسعى، وكان قادراً على أن يسقط التمر على السيدة مريم دون أن تهز جذع النخلة، كما أمر الله سيدنا أيوب بأن يركض برجله: «اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب»، وأمر سيدنا موسى بأن يضرب بعصاه البحر: «اضرب بعصاك البحر»، فالله سبحانه وتعالى أورد لنا العديد من القصص لتكون عبرة لنا، وتعطينا الأمل: «وكـلًّا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك»، فالحياة نستطيع وصفها بالسهل الممتنع، وعلينا أن نأخذ بالأسباب كأنها كل شىء، ونتوكل على الله وكأنها ليست شيئاً، فلا تعتقد أبداً أنك خلال رحلة حياتك لا تمر بعقبات وصدمات، بل أشرف خلق الله الرسل والأنبياء مروا بكل ما نمر به، والعاقبة للمتقين، والله حدثنا بأن نسرد للناس ما مررنا به ونستشعر عظمة الله «وذكرهم بأيام الله»، ذكرهم كيف أنقذك الله، ذكرهم بمعجزات الله خلال
رحلة حياتك، منذ بداية الحلم بتحقيق هدف حتى نهاية تحقيق حلمك، وأنا أحث الجميع على ألا يكتفوا بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، بل لابد من السعى والتوكل بعزم وإرادة نحو تحقيق الأهداف، وألا يستمعوا لكلام المحبطين، فالله لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء، وهو قادر على تحقيق حلمك. فالمستحيل عند البشر ممكن مع الله سبحانه وتعالى وهو على كل شىء قدير.
عضو مجلس النواب